أحد أبناء دار التربية الاجتماعية الأيتام يبلغ من العمر 14 عاماً يصاب بنزيف بالدماغ ، وهذا ابتلاء من الله سبحانه .
لكن مما يؤرق العين ويدمي القلب أن يكون بالمستشفى ولا يزوره أحداً من منسوبي الدار .
فيأخذ أوقاتاً ليخاطب جدرانه الأربع فيقول :
لو كان لي أب فهل سيكون هذا حالي ؟
لو كانت لي أم فهل سيكون هذا حالي ؟
اسم لي ولا اسم لي ، لاعم ولا خال ، ولا أخ أشكي له الحال .
خرج من المستشفى فرحاً ليأنس بزملائه فيتفاجأ بأنهم على وشك الخروج لرحلة ، فتبادر لذهنهم أنه بحاجة لرعاية فأبوا أن يرعوه وحولوه للتأهيل ليكون بجانب مختلفي الأمراض حتى يعودوا من رحلتهم !!!
لم يدر بخلدهم بأن الرعاية النفسية أهم من الرعاية الجسدية ، فحملوا ذاك اليتيم مرضاً على مرضٍ .
دخل المستشفى مرة أخرى وخرج يوم الإثنين 12/6/ 1429هـ وطيلة دخوله المستشفى لم يزره أحد !!!
أين حنان وعطف دار التربية الاجتماعية على أيتامها ؟ أم هو مبالغ مالية تدخل في الحساب ولا ينظر ليوم الحساب ؟
ألا يوجد موظف واحد ليدخل السرور لهذا اليتيم محتسباً الأجر ؟
في المقابل
كان قبل سنتين يسمح للمتعاونين الدخول للدار وتقديم الهدايا والزيارات وتقديم المعونات النفسية والاجتماعية ، أم الآن فقد أصبح هذا الأمر ممنوعاً ولانعلم ما الأسباب ؟ أم أن السبب الرئيسي هو التعامل المثالي من المتعاونين والذي يخالف تعاملهم مع الأيتام ؟
هذا اليتيم وأمثاله بحاجة وقوف المجتمع ككل ولا يقتصر على أهل الدار فقط ، فلا تحرموهم من مجتمعهم لأسباب خاصة .