الإهداءات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع طريقة عرض الموضوع
قديم 04-07-2012, 06:59 PM   #1
₪ عضو جديد ₪
 
الصورة الرمزية مصطفى داسة
 
تاريخ التسجيل: Jun 2011
رقم العضوية: 1216
المشاركات: 1
مصطفى داسة is on a distinguished road
افتراضي نحو علم اجتماع الموظف العمومي

السلام عليكم اخوتي و اساتذتي الكرام ....انا الاستاذ داسة مصطفى و بصدد التحضير لاطروحة الدكتوراه فارجوا مساعدتكم لي بتزويدي ببعض الدراسات و البحوث التي لها علاقة بموضوع دراستي و الذي يتمحور حول سوسيولوجيا الموظف العمومي

مصطفى داسة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-14-2012, 04:45 AM   #2
:][: الدعم الفني :][:
 
الصورة الرمزية .:[الخيالة]:.
 
تاريخ التسجيل: May 2008
رقم العضوية: 6
الدولة: عالمي الخاص
المشاركات: 858
.:[الخيالة]:. is on a distinguished road
افتراضي

سوسيولوجيا الموظف العمومي

* محمد زهير حمدي
يتألف الكتاب من تقديم ومقدمة عامة وثلاثة ابواب وخاتمة وببليوغرافيا متصلة بموضوع الدراسة.
والكتاب يعتمد على بحث ميداني اجراه صاحبه في وسط الموظف العمومي وهو يتنزل في صلب مادة ما يصطلح على تسميته «بسوسولوجيا المنظمات».
يقول مطلع التقديم الذي كتبه له الدكتور مصطفى بن لطيف «هذا المؤلف للسيد محمد زهير حمدي هو محاولة جريئة للتعرض الى مسألة مطروحة في الوقت الراهن على اجندات عديد الدول في العالم وعلى اجندا السلطات العمومية التونسية بصورة خاصة. وهي ايضا عمل لا يخلو من الخصوصية والاضافة خاصة في ضوء ندرة الأدبيات التي تتعرض الى مسألة الموظف العمومي والوظيفة العمومية عامة من زاوية غير الزاوية القانونية وبالخصوص من وجهة النظر السوسيولوجية..».
ويذكر الباحث في مسار المقدمة قائلا: «..على الرغم من أن الموظف العمومي يعد احد اهم الفاعلين في الادارة فقد ظل شخصية اسيرة للميثولوجيا الادبية والسياسية والقانونية نظرا لندرة الدراسات العلمية حول حقيقة سير الهياكل الادارية والمسار الوظيفي للموظف العمومي وفق ادوات تحليل سوسيو قانونية رغم ما قد يطرح من تأويل حول مدى اخضاع فعل النص القانوني الى دراسة علم الاجتماع وجعله مادة له.. «وفي ذات المقدمة يطرح الباحث الاسئلة التي يحاول ان يجيب عنها البحث ثم يختزل محتوى الكتاب في بعض السطور.
الباب الاول خصصه مؤلف الكتاب للمسألة النظرية وللمنهج المستخدم في البحث فتحدث في الفصل الاول منه عن الاطار النظري للبحث وعن إشكاليته وتطرق الفصل لما اسماه الدارس البناء المفاهيمي وقد حاول من خلاله ان يعرف بالمصطلحات التي لها صلة بالدراسة كالقانون والموارد البشرية والدور والادارة العمومية والمسار الوظيفي. اما الفصل الثالث من هذا الباب الاول فقد خصصه مؤلف الكتاب لتحديد معالم البحث ومنهجه فتحدث فيه عن الاسباب الداعية للبحث الذاتية منها والموضوعية وعن العينة المجراة عليها الدراسة وعن منهج البحث ثم عن التقنيات المستخدمة كالاستبيان والملاحظة المباشرة..
الباب الثاني من الكتاب ابرز فيه الباحث «السياق المنظم للعلاقة بين الموظف والقانون وقد اشتمل على فصلين تطرق الاول الى «نظام التصرف في القطاع العمومي واهتم الثاني بالمركز القانوني للموظفين العموميين.
أما الباب الثالث فقد ورد تحت عنوان «الحياة الوظيفية لاعوان التنظيم» ،قد اشتمل على فصلين تحدث اولهما عن «اولوية القانون في ادارة الموظفين و»بحث اولا فيما أسماه الباحث «تحكم القانون في المسار الوظيفي للموظف العمومي ثم تحدث فيما بعد عن اثر الهيكل التنظيمي في ادارة الموظفين. اما الفصل الثاني من الباب الثالث فقد ورد بعنوان: «القانون قيد لحركة الفاعلين» وتطرق الى استراتيجية الموظف العمومي في التعامل مع القواعد القانونية واستراتيجية الادارة في هذا المجال كما تحدث عن اثر تباين استراتيجيات الفاعلين على سير المصالح الادارية وانتهى بتقديم تجربة مقارنة.


http://www.tunipresse.com/article.php?id=3426

.:[الخيالة]:. غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-14-2012, 04:46 AM   #3
:][: الدعم الفني :][:
 
الصورة الرمزية .:[الخيالة]:.
 
تاريخ التسجيل: May 2008
رقم العضوية: 6
الدولة: عالمي الخاص
المشاركات: 858
.:[الخيالة]:. is on a distinguished road
افتراضي

على هامش الاستشارة الوطنية حول تحديث الوظيفة العمومية: رؤية سوسيولوجية (1 3)
«الصباح» تفتح ملف تحديث الوظيفة العمومية الصباح الصباح : 08 - 01 - 2008


تفتح «الصباح» ملف تحديث الوظيفة العمومية وذلك على هامش قرار رئيس الدولة بتنظيم استشارة وطنية لتحديث الوظيفة العمومية خلال السنة الجارية.
ارتأينا في هذا السياق نشر دراسة قام بها الباحث محمد زهير حمدي بخصوص هذا الموضوع ننشر اليوم الجزء الأول منها. علما أن كل مساهمات القراء الكرام وتعاليقهم حول الملف مرحب بها لإثراء الحوار.
من بين المحاور التي تضمنها خطاب سيادة رئيس الجمهورية بمناسبة الذكرى العشرين للتحول الإذن بالقيام باستشارة وطنية لتحديث الوظيفة العمومية ودعم قدرتها على مواكبة التحولات الجارية . ولهذا القرار مبررات عديدة، إذ مضى على صدور القانون الحالي للوظيفة العمومية ربع قرن (1983)، ويجد هذا القانون مرجعيته في الموروث الثقافي القانوني والإداري للنموذج الفرنسي الذي هيمن على مشهد الإطار المنظم للتصرف في القطاع العمومي بشكل عام وعلى الوظيفة العمومية بشكل خاص وذلك على مدار أكثر من قرن من الزمان. لذلك باتت الحاجة ملحة إلى إدخال إصلاحات في العمق حتى تستجيب الوظيفة العمومية إلى متطلبات الدور الجديد للدولة ومقتضيات تطوير الادارة انطلاقا من الوعي بجسامة دورها التنموي في هذه المرحلة (1). ومن ناحية أخرى تجد هذه الإستشارة مبرراتها في ما بات يتسم به المشهد السياسي والاقتصادي الجديد من إزالة تصاعدية للحدود الاقتصادية بين الدول وظهور تكتلات تجارية ومالية صاعدة وسط ثورة اتصالية هائلة ازدادت فيها المنافسة شراسة مما يضع المؤسسة والإدارة بشكل عام أمام تحديات جديدة يحتم عليها تطوير جودة آدائها، ويمرّ هذا حتما عبر استنفار كل طاقاتها وتعبئة مواردها المادية والبشرية خاصة والتي تعتبرعماد نجاحها وسط محيط تكون فيه الأوراق الإستراتيجية الرابحة لهذه المنافسة التجديد والابتكار والجودة (2).
لقد أصبحت الاستشارة من الآليات المعتمدة في تونس على غرار كثير من الدول، حيث يجري الحوار في بريطانيا داخل مجلس العموم لاعتماد هذا الأسلوب في القضايا الحيوية وذلك باعتبارها أسلوب للمشاركة الجماعية في صنع القرار انطلاقا من كونها فضاء يعكس طموحات الشعب وتقديراته للمستقبل بما يتيح الفرصة لأهل الخبرة والاختصاص لطرح مختلف الفرضيات والاحتمالات الممكنة والمتوقعة لذلك المستقبل (3). فالإستشارة وفق هذا المفهوم، يفترض أن تكون إطارا مثاليا يمارس فيه أكبر قدر من ذوي الاختصاص، عملية الجدل الاجتماعي والحوار بما يمكّن من تشخيص قضايا الوظيفة العمومية ومشاكل الهياكل الإدارية كخطوة أولى نحو بلورة فهم مشترك لها ثمّ وضع الحلول الأنسب في ضوء هذا الفهم ليتمّ تبعا لذلك تنفيذ ما توصلوا إليه من حلول. ووفق هذا الأسلوب فإن الحلول التي سيتمّ التوصّل إليها سوف تكون بلا ريب على غاية كبيرة من النضج باعتبارها نتاجا لممارسة مجموع الناس للجدل الجماعي الذي من خلاله فقط تكمن قدرة المجتمعات على التطور والتقدم، إنها شكل من أشكال الممارسة الديموقراطية من الناحية النظرية. ويزيد من أهمية هذه الاستشارة أنها سوف تنصب على ملف على درجة كبيرة من التعقيد والتشعّب يمسّ قضايا متنوعة ويهمّ أطراف مختلفة ومن أهمها الإدارة كجهاز حيوي بالنسبة إلى الدولة والمجتمع وكذلك العاملين بها الذين يتجاوز عددهم 430 ألف موظف، كما تتداخل في مسار فهم هذا الملف ومعالجته اختصاصات ومعارف وعلوم مختلفة ( اقتصاد - تصرّف - قانون - علم اجتماع ..).
وعلى الرغم من أن الموظف العمومي يعدّ أحد أهمّ الفاعلين في منظومة الوظيفة العمومية ، موضوع الإستشارة، فقد ظل على الدوام شخصية أسيرة للميثولوجيا الأدبية والسياسية والدراسات الكلاسيكية الأقرب إلى الأحكام المعيارية والفهم المشترك للعامة وذلك نظرا لندرة الدراسات السوسيولوجية حول حقيقة سير الهياكل الإدارية والحراك الاجتماعي الذي تعيشه، وبالتالي دراسة المسار المهني للعاملين وفق أدوات تحليل السوسيولوجية. فالاختصاصات التقليدية كالقانون الإداري والاقتصاد السياسي والعلوم الإدارية والتصرّف لم تعد قادرة لوحدها على الغوص في أعماق هذه المنظومة إلا جزئيا ومن وجهة نظرها فقط، فهذه الإختصاصات ولئن كانت ضرورية فإنها تدرس القاعدة القانونية (الأعمال الإدارية - النشاط الإداري) والحياة الرسمية والشكلية لعالم الوظيفة العمومية فقط، وبذلك لا يمكنها أن تتناول بالتحليل المعمّق كيفية سير الجهاز الإداري وحركة الأعوان العموميين إلا بصورة غير مباشرة (4). وأمام تنوع الإختصاصات العلمية التي ذكرنا وتداخلها في هذه المادة وإشكالياتها تتولد هنا العديد من التساؤلات منطلقها الفكري والنظري المعركة التقليدية بين إمكانية التعايش بين القواعد المنظمة للوظيفة العمومية ( القانون ) ومقتضيات قواعد التصرف الحديث في الموارد البشرية على اعتبار أن المشروعية القانونية ميدان رجال القانون في حين أن النجاعة والفعالية حكر على صانعي القرار والمسيّرين (5).
في هذا الخضم نعتزم الإجابة عن الأسئلة التي طالما خامرت الكثير من الباحثين والعاملين في هذا القطاع من خلال تحليل الظاهرة بكل أبعادها رغم وعينا بمحدودية ما سنحاول تقديمه من إجابات، لا سيما أن هذا الملف مازال حقل بحث غير مدروس بالوسائل التي سنعتمدها (علم اجتماع القانون)، فهو حقل مهني وعلمي محتكر بامتياز على الإداريين أو فقهاء القانون الذين يرون فيه ويتعاملون معه كمجال ملكية خاصة، بل ربما قد يناصبون العداء لمن يعارضهم من حيث المنهج وأدوات التحليل وآليات تشخيص المشكلات وتحديد الأولويات ومن ثم تقديم الحلول، كما لو كانوا قادرين على جعل القانون متعاليا عن الواقع الذي نعيش وتتم فيه حركة الواقع داخل التاريخ الذي لا يمكن لأحد أن يدّعي ملكيته في عملية إدّعاء للعصمة مما أسماه عالم الإجتماع الفرنسي"Bourdieu" النفاق الجماعي للقانونيين (6). وانسجاما مع المنهج العلمي الذي سنسعى قدر جهدنا الإلتزام به في هذه المساهمة الفكرية فإن تطبيق أدوات بحث علمية على موضوع الدراسة يتطلب منا أولا تحديد المفاهيم الفنية والعلمية التي سيتم تداولها وضبط معانيها في السياق الذي نروم اعتماده حتى لا يكون مسقطا عليه أو خارجا عن سياقه وليكون متماشيا مع المنهج وأدوات التحليل التي اعتمدناها.
بادئ ذي بدء لا بدّ من الإشارة إلى أن القرار الرئاسي حول الإستشارة قد ربط بين معطى الإدارة العمومية كعامل مؤثّر في عملية التنمية وبين دور العنصر البشري في تحقيق هذا الهدف، ولم يكن هذا الربط بين عنصري المعادلة جزافا بل إنه ربط منهجي وموضوعي يعكس استحالة فصل البعدين عن بعضهما من الناحية العملية وتأكيد لتأثيرهما المتبادل في بعضهما البعض. فالهياكل الإدارية إنما يسيّرها بشر لهم معارفهم ومشاغلهم وهمومهم وانتظاراتهم واستراتيجياتهم المختلفة. فانطلاقا من حالة الحراك الاجتماعي داخل منظومة الوظيفة العمومية ، فإن الموظف هو اللاعب الرئيسي في النشاط الإداري وهو ما يفسّر مخاطبة المدوّنة التشريعية والترتيبية ذات الصلة لشخصه. لذلك من الصعوبة بمكان الفصل بين معطى التجديد الإداري وتعميق الإصلاحات وتطوير آداء الهياكل الإدارية وبين تطوير قدرات الموارد البشرية، فإذا كان آداء الإدارة العمومية ناجعا أو العكس أو ضعيفا أو قويا فإن وراء كل ذلك أعوان يفعلون ويسيّرون ويقررون ويتركون بصماتهم على النشاط الإداري والعمل الإداري. تلك هي العلاقة الجدلية بين التنمية الإدارية وإصلاح الوظيفة العمومية.
من هنا يصبح الإطار المنظم للوظيفة العمومية بمثابة التعبير القانوني عن العلاقات القائمة بين الإدارة وأعوانها الذين يعتبرون إما أعضاء في جماعة خاصة أو أفراد لهم حقوق وعليهم التزامات في نطاق المهام المناطة بهم وذلك باعتبار أنّ الوظيفة العمومية مجموعة مبادئ وأحكام تخضع لها أصناف معينة من العاملين في الدولة أو بعض المؤسسات المسيرة للمرافق العمومية التابعة لها والذين لا تنطبق عليهم أحكام القانون المتعلق بأعوان المنشآت العمومية أو أحكام مجلة الشغل. هكذا نجد أنفسنا مباشرة أمام الفئة المعنية بالإستشارة، فهي لا تشمل الموارد البشرية بشكل عام ولا حتى كل العاملين في القطاع العمومي. وبلا ريب فإن تحديد مجال الاستشارة سوف يكتسي أهمية بالغة نظرا لتعلقه بالنظام القانوني الذي يخضع له الشخص الذي يعمل لدى الدولة والهيكل الذي يعمل فيه وبالتالي تحليل قواعد وطرق التصرف في مساره المهني، وهذا سوف تترتب عنه نتائج مختلفة.
انطلاقا من هذا التأصيل النظري والمنهجي يكون مناط مفهوم الوظيفة العمومية عنصرين اثنين من الصعب تناول أحدهما بمعزل عن الآخر، هما الموارد البشرية من جهة، والإدارة من جهة أخرى.
- مفهوم الموارد البشرية
يحيلنا هذا المفهوم إلى التنظيم (Organisation)، سواء كان مؤسسة أم إدارة، والذي يعتبر بمثابة برمجية معلوماتية (Logiciel) يسعى من خلاله رئيسه إلى استخدام أكبر قدر من الطاقات والإمكانات في التسيير والقيادة. ويتعيّن علينا هنا أن نفرّق بين الإدارة وقواعد تسييرها من جهة، واستراتيجيتها من جهة أخرى. فإذا كانت الإدارة هي العنصر الثابت الذي ينبغي على المسيّر تفعيله فإن وظيفة الإستراتيجيا تتمثل في تعبئة وحشد الموارد المادية والبشرية المتاحة لديه من أجل بلوغ الأهداف المرسومة (7). وبعيدا عن الجانب الشكلي لعملية إدارة الموارد البشرية فإنها تعني من حيث المضمون جملة القرارات والإجراءات التي يتخذها التنظيم لإدارة مشاكل الأفراد العاملين به. فهي بهذا المعنى ترجمة لمجموع الأنشطة المتعلقة بالحصول على هذه الموارد النادرة وتطويرها في مرحلة ثانية ثم الحفاظ عليها أخيرا.
ولهذا الغرض، عادة ما تغطّي عملية إدارة هذه الموارد أنشطة متعددة ومختلفة لعلّ أهمها إدارة الأعوان التي تعتبر نشاطا موحّدا لا يحتاج إلى كثير من الخلق والإبداع، ومن مظاهره تطبيق الأحكام القانونية والترتيبية ذات الصلة بالوظيفة العمومية ( النظام الأساسي العام - الأنظمة الأساسية الخاصة ....) ومسك ملفات الأعوان وضبط قائمات الأجور ومعالجة المشاكل اليومية. غير أن هذا الدور بدأ يفقد قيمته أمام التحويل المتنامي لجزء كبير من هذه المهام من يد المتصرفين إلى المنظومات والتطبيقات المعلوماتية (إنصاف .....) أما نشاط التصرف في الأعوان فيضيف بعدا جديدا للعملية الأولى باعتباره يتضمن عنصر التوقع وينزع إلى تحليل الأوضاع بطريقة علمية للإعداد لاتخاذ القرارات في إطار سياسات متوسطة وبعيدة المدى، بطريقة تؤدي إلى استشراف الإشكاليات قبل حدوثها. أما النشاط الثالث فهو تطوير الكفاءات الذي يتمثل في تشجيع القدرات الإدارية والخبرات وتطوير مهاراتها وتنميتها لمجابهة التحديات الوطنية والإقليمية والعالمية (8).
2 - مفهوم الإدارة
تنصب الإدارة على تصريف الشؤون العامة ، بحيث تسمّى مؤسسات إدارية الهياكل المكلفة بهذه الأنشطة . لذلك يعتبر بعض الفقهاء أن تسيير الشؤون العامة هو بمثابة النشاط والوظيفة المسندة من المجتمع إلى مجموعة أشخاص وهياكل مثلما توجد وظيفة تشريعية ووظيفة قانونية. لكن فكرة الإدارة تعزى بالأساس إلى ضرورة إيجاد جهاز مكلف بضمان تطبيق القانون وتنفيذه. ولئن اختلف فقهاء القانون والمختصين في العلوم الإدارية في تعريف الإدارة فإنهم قد اتفقوا على أنها لا تخرج عن دائرة الوظيفة أو النشاط الذي يقوم به الإداري وليست فقط بمعنى الهيئة التي تدير. لذلك تقوم الإدارة على فن استخدام العلم حتى تؤتي الممارسة أفضل النتائج في موقف معين، وبالتالي فإن هذا العلم يتيح لرجل الإدارة ما ينبغي أن يلتزم به من قواعد، في حين يتيح له الفن تطبيق تلك القواعد بقدر من الفعالية. ومهما كانت مسافة هذه الإختلافات فإن هناك شبه إجماع على الوظائف التالية للإدارة:
- التخطيط: يعني دراسة واختيار وسائل تنظيم الموارد البشرية والمادية وتوجيهها لتحقيق الأهداف في فترة زمنية معينة وفي مكان معين.
- التنظيم: هو الوضع الذي تشكّل فيه القوى العاملة والإمكانات المادية في الهيئة وتتحدّد العلاقات بينها لبلوغ هدف معين ويشمل الهيكلة التي يتكون فيها العاملون وتحديد مشمولات كل منهم وسلطاته في إطار لوحة قيادة توضّح هذه المسائل.
- التحفيز: يرتبط بعملية التوجيه داخل التنظيم حتى تنصب جهود جميع العاملين في اتجاه يضمن تحقيق الأهداف المشتركة له.
كانت تلك مقدمة نظرية أملتها ضرورة تحديد الإشكالية وضبط المفاهيم والمصطلحات حتى يتسنى لنا البناء عليها خلال تحليلنا للموضوع إنطلاقا من تشخيص الواقع الحالي لمنظومة الوظيفة العمومية مرورا إلى محاولة تلمس آفاقها المستقبلية ومن خلالها مستقبل الإدارة التونسية وما يمكن أن تسهم الاستشارة في بلورته من رؤى ورسمه من أهداف.
- تشخيص الوضع القائم
من الناحية التاريخية أدى التطور الذي شهدته وظيفة المرافق العمومية إلى ازدياد هائل في حجم العاملين فيها، وهو ما أدى إلى فرز هذه الفئة وإخضاعها إلى نظام قانوني خاص وهو قانون الوظيفة العمومية الذي يختلف عن تنظيم علاقات العمل في القطاعات الأخرى. ومن أبرز ملامح النظام القانوني للوظيفة العمومية هو قيامه على التدخل الواسع للدولة في تنظيم علاقات العمل، حيث يتمّ ضمان الماهية القانونية للعون العمومي من قبل الدولة باعتبارها المصدر الأوحد للتشريع الذي يحكم علاقات أطراف جميع الفاعلين. فالدولة وفقا لهذا النظام تنهض بمهمة سنّ التشريع وإصدار النصوص الترتيبية والتنظيمية الإدارية. وهي كذلك تضمن إحداث وتوفير الجزء الأكبر من فرص الشغل لحاملي الشهادات العليا التي تسندها هي. بل إن الدولة تبرز في هذا الإطار بمظهر الحكم بين مختلف الفاعلين، حيث تتدخل لضبط القواعد والإجراءات وخاصة المنظمة للحياة المهنية لموظفيها. ويبرز هذا التدخل بصفة جلية في تحكّمها في سياسة الإنتدابات لفائدة المصالح الإدارية وفي تقييم آداء الأعوان وترقيتهم وتضبط المرتبات والأجور والمنح وتحدّد قانون الإطار وإعادة توزيع الأعوان وتمارس رقابة واسعة على عملية التصرّف في الأعوان العموميين (9).
- هل يوفّر الإطار المنظم للقطاع العمومي النجاعة المنشودة وجودة الآداء؟
يستمد الإطار المنظم للتصرف العمومي بشكل عام شرعيته وخصوصياته من استهدافه المصلحة العامة ومهمة خدمة المرفق العمومي وتأمينه. وهو ما يفسّر تشكيل مفهومي المصلحة العامة والمرفق العمومي المرجع الأول لهذا التصرف وحجر الزاوية لمشروعيته حتى بات رمزا من رموز الإدارة وإرساء مشروعيتها على أسس صلبة بما يضمن تماسكها الداخلي وانخراط العاملين بها (10). هذا على الرغم من أن الإطار المنظم للتصرف في القطاع العمومي قد شهد خلال السنوات الأخيرة وتبعا لأزمة الدولة الحارسة تحولات عميقة ومعارضة شديدة من قبل الكثيرين. وبلا شكّ أن هذه الأزمة قد أبرزت بوضوح قصور ونقائص هذا الأسلوب الذي لم يعد يهدد مشروعيته فحسب، بل ربما مشروعية الدولة الحديثة في حدّ ذاتها وجهازها الإداري التقليدي. وقد احتدت أزمة النموذج الكلاسيكي للإدارة العمومية الذي نهل لعقود طويلة من نظرية عالم الاجتماع الألماني Max weber التي تقوم على مبدأ "المشروعية" و"العقلانية القانونية"، وذلك حينما احتدّ التناقض بين موقف ينادي بالتدخل الأدنى للدولة وعبر التخلي عن دورها والإتجاه نحو الخوصصة من جهة ، وموقف نقيضه يدعو إلى إعطاء دور أكبر للدولة في إطار تعديل الطرق والتقنيات المتعلقة بالتصرف في الأشخاص العموميين على غرار المؤسسات الخاصة من جهة أخرى.
وسط هذا الجدل الحاد بات الإطار المنظم للتصرف العمومي يشهد انتقادات حادة، وذلك بهدف تحسين جودة هذا التصرّف وإعطاء القطاع العمومي المكونات الإقتصادية التنافسية التي يتمتع بها القطاع الخاص مما أدّى إلى إدخال تقنيات تصرّف حديثة محورها البحث الدائم عن تحسين آداء القطاع وتطوير قدراته. غير أنه رغم التغيرات الحاصلة في مجال الإدارة وشيوع القواعد الرئيسية الحديثة للتصرف ، مايزال مفهومي المصلحة العامة والمرفق العمومي المرجع الأول والعلامة الرئيسية للتصرّف العمومي وسندا لمشروعيته ويطبعان التصرف العمومي بحالة من الخصوصية سواء في المستوى العضوي أو الوظيفي.
- المرجعية الفكرية والقانونية للتجربة التونسية: أزمة إطار
لم يشذ واقع التصرف العمومي في تونس بدوره عن هذا الوضع، حيث تأثّر بطبيعة الحال بأزمة الإطار التقليدي الذي يحكم التصرف العمومي بحكم المركزية التي تهيمن عليه وثقل القواعد والإجراءات الشكلية المنظمة له. كل ذلك على الرغم من محاولات الإصلاح الإداري التي لم تتوقف حيث شهدت الإدارة العمومية منذ الاستقلال وعلى امتداد نصف قرن موجات متتالية من الإصلاحات الكبرى وأجيالا متعاقبة من برامج الإصلاح حتمتها المتغيرات الدولية والوطنية كانت أبرز محطاتها برنامج الإصلاح الهيكلي وبرنامج تأهيل الإدارة وتبسيط الإجراءات والمسالك الإدارية وضمان توازن الميزانية لوقف تصاعد عجزها وترشيد النفقات العمومية والإدارة الإلكترونية كل ذلك من أجل خلق إدارة تخدم المواطن وتكون سندا لأهداف التنمية والرفع من القدرة التنافسية للاقتصاد الوطني.
لئن بات هذا الإطار يشهد بعض التحولات فإنها مازالت خجولة ومشوبة بالحذر وتدور في فلك المرجعية الثقافية والفكرية التي بنيت عليها منظومة الوظيفة العمومية بشكل عام وذلك تجنبا لإنزلاقات محتملة ممّا أدّى في كثير من المواقف إلى بلورة حلول منقوصة لجملة من القضايا على غرار إحداث بعض الأصناف الجديدة من المؤسسات العمومية لم تكن مألوفة في النظم الإدارية والتي تبدو دخيلة من حيث طبيعتها القانونية على غرار المؤسسات العمومية للصحة والمؤسسات العمومية ذات الصبغة العلمية. هذا ما جعل المشهد العام للتصرّف العمومي عبارة عن لوحة ضبابية تتضمّن خليطا غير منسجم بين المكونات الأساسية للنموذج البيروقراطي التقليدي لMax weber والمكونات العصرية لأسلوب التصرف الحديث (Management) ربّما لا تكون حصيلتها متماشية مع طبيعة المرحلة وتحدياتها أو حتى ملائمة لأهداف الإدارة ونجاعتها (11).
زد على ذلك لم يوفّر هذا الشكل التنظيمي الذي أفرزته الأطر القانونية الهامش المطلوب من الحريّة للفاعلين في الهياكل الإدارية (موظف - إدارة). إنّنا انطلقنا من أنWeber يعتبر أن التنظيم نسق يتألف من عناصر ناشطة، مبرزا نمط التسيير الذي يجب أن تتبعه الإدارة والموظف على حدّ السواء حتى تكون أنظمتهم فعالة ومحققة لأهدافها، وذلك ما دفعه إلى التركيز على الجهاز البيروقراطي للتنظيم الذي يعتبره الشكل العقلاني الأكثر فعالية في عملية التسيير والمراقبة التي تمارسها الإدارة على موظفيها، بل هو النمط العقلاني في ممارسة السلطة. ولما كانت السلطة في حدّ ذاتها تجسيما للعلاقة العمودية غير المتكافئة بين الإدارة والموظف فإنها تحتاج إلى نمط عقلاني الذي هو (البيروقراطية) التي لئن كانت هي الشكل المثالي بالنسبة إلى الإدارة والمؤسسة فهي ليست سوى قيدا يراقب حرية الفاعلين (الموظف) وحركتهم ويكبلها ويحرمهم من إمكانية التصرف ومن العمل بحريّة وهو ما يسميه Max Weber القفص الحديدي للفرد (12).
إن المنظومة التونسية التي طالما نهلت من هذه المدرسة حكمت على التصرف العمومي أن يبقى أسير أطر قانونية صارمة لا محيد عنها، إنه نظام محاسبي ومالي مخصوص تحكمه مجموعة مبادئ وإجراءات محدّدة تستند بدورها على قواعد قانون الوظيفة العمومية من جهة، وقواعد المالية العمومية والمحاسبة العمومية من جهة أخرى، فضلا عن خضوع الميزانية وطرق إنفاقها إلى مبادئ وقواعد لا تقل صرامة عن القواعد المذكورة (مراقبة سابقة ولاحقة). ومن البديهي أن يولّد الطابع الشكلي لهذا النموذج البيروقراطي القائم على تطبيق القواعد غير الشخصية بطئا شديدا في عمل الهياكل الإدارية ومركزية مفرطة في القواعد والإجراءات المطبقة، بحيث تؤثر التبعية والتسلسل الإداري في حركية الهياكل الإدارية وبالتالي في أوضاع الأعوان العموميين ولا تأخذ بالقدر الكافي في الإعتبار لا إنتاجيتهم ولا مردوديتهم، أوتميّز بعضهم عن بعض في الكفاءة والآداء. وبالتأكيد يفتقد في هذا القطاع أي حراك للأعوان أو أي تداول على مواقع العمل، ولم تعد الإدارة قادرة على استقطاب الكفاءات التي تحتاجها أمام تزايد إغراءات القطاع الخاص وهجرة الكفاءات بحكم أنظمة التحفيز المعتمدة وعدم مواكبة نظام التقييم المعتمد في القطاع لمنطق التصرف الحديث فضلا عن انصراف هامش المشروعية القانونية المتوفّر إلى الإنهماك في أنواع الرقابة والإشراف على هذه الهياكل وإدارة المسار المهني للأعوان بهدف البحث عن المطابقة والملاءمة والمشروعية.
أدّت هذه الهيكلة التنظيمية إلى جعل الهياكل الإدارية بمثابة أنساق للفعل المنظم، لكنها ناجمة عن توافق هشّ ومرحلي بين مختلف إرادات الفاعلين ( إدارة - موظف ...)، الذين يعمل كل واحد منهم حسب أجندته الخاصة واستراتيجيته المختلفة ولو بصورة خفية. وبالإمكان اكتشاف هذا السلوك انطلاقا من رسم تمشّ يمكن من تشخيص التنظيم واستنباط الحلول اللازمة لمشاكله عبر استخدام منهجMichel Crosier في التحليل الإستراتيجي كما ورد في كتابه "الفاعل والنسق" والذي خصّصه أساسا لواقع الإدارة الفرنسية قبل أن يتم تعميم هذه الطريقة على بقية المؤسسات الإقتصادية الفرنسية في إطار شبكة متكاملة تمكن من قراءة الواقع وتطبيقه بصفة فورية على التحليل العميق للسلوكيات اليومية للفاعلين داخل التنظيم (13). فمن الناحية العملية نجد أن الموظف في الإدارة التونسية عادة ما يشق مساره المهني في إطار نسق تنظيمي يتفاعل خلاله الفاعلون الإجتماعيون (الإدارة ، الموظف) كل حسب استراتيجيته. لذلك سوف نفترض أن هذا المسار المهني موجه برمته، بمقتضى هذه القواعد من قبل الإدارة بموجب النصوص النافذة، وبالتالي فإن هذه القواعد والنصوص هي التي تصنع الهوية والتنشئة المهنية والاجتماعية للموظف. وتأسيسا على هذه الفرضية تطرح أسئلة فرعية كثيرة منها مدى إمكانية تطبيق القانون دون التضحية بمبادئ النجاعة لا سيما من حيث الانعكاسات على تحفيز الأعوان؟ ثمّ ألا تؤدي استراتيجية الإدارة في حرصها على تكريس مبدأ المشروعية إلى علاقة غير ديناميكية بين النص والمسار المهني للموظف؟ وباختصار هل يمكن لهذا الإطار الذي يحكم الحياة المهنية للموظف أن يترك هامشا من الحرية لتحركات الموظف أو مجالا لمنطق الكفاءة والجدارة المهنية في عملية شغل الوظائف؟
الهوامش
1) أجوبة الوزير المعتمد لدى الوزير الأول المكلف بالوظيفة العمومية والتنمية الإدارية أمام مجلس النواب أثناء مناقشة ميزانية الدولة لسنة 2008.
2) Zghal Riadh, Gestion des ressources humaines: Les bases de la gestion prévisionnelle et de la gestion stratégique.cpu, 2000
3) د. خالد قدور، "الاستشراف سبيل تونس إلى الحكم الرشيد" صحيفة العرب 22 نوفمبر 2007.
4) Crosier Michel, pour une sociologie de l'administration publique, RFSP,1956
5) Costa ( J-P): Droit et évaluation, RFAP, 1993
6) د.نور الدين العلوي،أطروحة دكتوراه حول سوسيولوجيا تشريعات الضمان الاجتماعي في تونس 2003.
7) Boukrâa Ridha, Comprendre la mondialisation, Tunis, CPU, 2005.
8) Zghal Riadh, op.cit.
9) Ben Letaïef Mustapha, L'état et les entreprises publiques en Tunisie: Les mutations de contrôle, thèse doctorat, université de Lile 1997.
10) Chevallier (J), La gestion publique à l'heure de banalisation, R.F.G, 1997.
11) Ben Letaïef Mustapha, Le cadre regissant le secteur gestion publique 1998
12) Crosier Michel et Erhard Freidberg, l'Acteur et le système, 1977
13) Weber Max, Economie et Société.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
http://www.turess.com/assabah/6489

.:[الخيالة]:. غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-14-2012, 04:48 AM   #4
:][: الدعم الفني :][:
 
الصورة الرمزية .:[الخيالة]:.
 
تاريخ التسجيل: May 2008
رقم العضوية: 6
الدولة: عالمي الخاص
المشاركات: 858
.:[الخيالة]:. is on a distinguished road
افتراضي

تعريف الإضراب في القطاع العام والخاص وأشكالة

سامر أحمد موسى
الحوار المتمدن - العدد: 1960 - 2007 / 6 / 28 - 12:04
المحور: دراسات وابحاث قانونية
راسلوا الكاتب-ة مباشرة حول الموضوع

استكمالا لمقال الذي نشر سابقا بعنوان التطور التاريخي للإضراب في فلسطين ، نورد هذا المقال بعنوان (تعريف الإضراب في القطاع العام والخاص وأشكالة)الذي يحتوى جزئيين أولها يتطرق إلى تعريف الإضراب من الفقه ومعظم التشريعات العربية والغربية واهم الشروط التي ستوجب لقيام حالة الإضراب ، والجزء التاني يتطرق إلى إشكال الإضراب التي أفرزتها الممارسة الفعلية للإضراب ، وأريد أن اوضح قبل البدء فى شرح تفاصيل البحث بان اهتمامى ينصب على مسالة الإضراب لما شعرت من أثار سلبية طالت كافى شرائح المجتمع الفلسطينيى عندما لجا الموظفين الى ممارسة حقهم فى الإضراب ، وخاصة فى ظل قصور التشريع الفلسطينى القائم على تنظيم مسألة بالغة الخطورة كمسألة الإضراب فى القطاع العام ، لهذا احذت بالبحث حول جوانب الموضوع لعل هذه البحوث تساعد صانعي القرار الفلسطينيى فى التعامل مع الازمة المتواصلة للاضراب الموظفين بسبب الحصار الاقتصادى الجائر على البلاد والعباد ، وحتى لا اطيل نبدأ بشرح تفاصيل البحث ، كما يلي:
أولا: تـعـــريـف الإضــــراب
إن مختلف التعاريف التي تناولت حق الإضراب نظريا وقضائيا قد بينت صعوبة تعريف أو وضع تعريف جامع مانع لمفهوم الإضراب، مع انه من الأهم معرفة إذا كنا أمام أعمال تأديبية أي أن العامل قد خالف التزاماته أو انه قام بإضراب.
ويعد الإضراب عنصرا من عناصر الحريات العامة الأساسية، فأصبح بذلك وسيلة للعامل للدفاع عن مصالحه المهنية، ولهذا نجد معظم الدساتير العربية منها أو الغربية تضمنت حق الإضراب كأحد الحقوق الأساسية للفرد.
فبادئ ذي بدء يجب أن نرى ما المقصود بالإضراب لغة، فقد عرف على انه الكف والإعراض، فيقال أضربت عن الشيء أي كففت وأعرضت.
وبالرجوع إلى اصل استخدام كلمة الإضراب نجدها تعود للممارسة العمالية بباريس أين كان العمال يجتمعون في مكان يسمى ساحة الإضراب (Grève) بغية طلب العمل، ولقد كانت هذه الساحة مكان لتنفيذ عقوبة الإعدام.
أما عن المعنى الفقهي للإضراب، فيمكن تعريفه بأنه:" اتفاق عدد من العمال أو الموظفين على الامتناع عن العمل الواجب عليهم بمقتضى القوانين واللوائح، أو عقد العمل، مع التمسك بمزايا الوظيفة العامة.”وهناك من يعرفه على انه: " امتناع الموظفين أو المستخدمين العموميين عن عملهم مع تمسكهم بوظائفهم ويلجأ الموظفون عادة لهذا الأسلوب إظهارا لسخطهم عن عملهم من أعمال الحكومة، أو لإرغامها على التراجع عن موقفها، أو استجابة لمطالبهم."
وعرف كذلك على انه: "توقف جماعي ومتفق عليه عن العمل من جانب عمال أحد المؤسسات بقصد تحسين الأجر أو ظروف العمل."
وهناك من يعرف الإضراب موضحا انه لا فرق بين الإضراب في القطاع العام وفي القطاع الخاص حيث عرف على انه:"التوقف الجامعي عن العمل، غايته تحسين شروط العمل، و إما لمساندة حركة اجتماعية وحتى سياسية ."
إلا انه هناك من يميز في تعريفه للإضراب بين القطاع الخاص والقطاع العام، فعرف على انه تجربة إثبات القوة يخوضها أجراء ضد أرباب عملهم ليبرزوا قضيتهم ومطالبهم، غير أن إضراب الموظفين يسعى لشلل الخدمة العامة وتحريك الرأي العام، وعليه فإضراب موظفي وعمال المرافق العامة هو تجربة إثبات قوة يخوضها جزء من المجتمع في مواجهة المجتمع ككل، فإذا إضرب مثلا رجال الشرطة والمعلمون وموظفو المؤسسات القضائية عن العمل، فليست الدولة هي التي تتضرر مصالحها كأرباب عمل وإنما المجتمع هو الذي يحرم من الخدمات العامة الضرورية، ومن ثمة فإضراب العامل أو الموظف العام هو تمرد على النظام والسلطة، والى جانب أن الإضراب يشل مصلحة من مصالح الخدمة العامة فهو يسعى إلى تحريك الرأي العام، وبالتالي فهو يجبر – الإضراب – الدولة على تلقي ضغوط الرأي العام الذي تعتبر مسئولة أمامه عن تشغيل الدوائر والإدارات ذات المنفعة العامة.
وهكذا يعد الإضراب وسيلة فعالة كلما كان قادرا على التأثير والإضراب بدائرة خدمة عامة تتعلق بها مصالح الجمهور، فالرأي العام يتأثر مباشرة بإضراب المعلمين مثلا لأنه ذو علاقة بكل فرد من أفراد المجتمع مثله مثل إضراب مصالح الكهرباء والنقل مما يشل الخدمات اليومية الضرورية
كما توجد إلى جانب هذه التعاريف الفقهية عدة تعاريف أخرى صادرة عن الاجتهادات القضائية، يمكن أن نـذكر مـنها عـلى سـبيل المثال أن الإضراب هو: " وسيلة من وسائل الدفاع عن مصالح العمال."
وعلى انه: " توقف إرادي عن العمل من اجل تدعيم مطالب مهنية مقررة مسبقا في النظم والاتفاقيات الجماعية، لم يوف بها المستخدم أو صاحب العمل."
وعرف كذلك من خلال قرارها الصادر من مجلس الدولة الفرنسي في 25 /يوليو/1979 على انه:" توقف منظم مسبق للعمل من اجل الدفاع عن المصالح المهنية."
من خلال ما سبق ذكره من تعاريف، نصل إلى أن الإضراب بهذا المعنى هو كل توقف عن العمل بصفة مؤقتة عن تأدية المهام والالتزامات الوظيفية بهدف إلزام و إجبار صاحب العمل أو السلطات العمومية على الاستجابة لمتطلبات والمصالح المشتركة للمضربين، أو بغية درء ضرر يرونه ماسا بمصالحهم أو واقعا عليه، واغلب المطالب المهنية تنحصر في رفع الأجور أو بالمطالبة بتحسين ظروف العمل...
والإضراب خاصة في صورته الجماعية يعتبر اخطر ما يهدد قاعدة سير المرافق العامة بانتظام واطراد وبناءا على ذلك يجب تحريمه أو تنظيمه حماية للصالح العام و أمن الدولة.
ويكون عادة الإضراب جماعيا وهو الصورة الغالبة والمألوفة له، وقد يكون الإضراب فرديا ناتجا عن توقف فرد واحد متى تولدت على ذلك نتائج وآثار خطيرة.
ولكي نكيف كل توقف عن العمل بأنه إضراب يجب أن تتوفر فيه عدة عناصر أساسية أهمها ما يلي:
1- يجب أن يكون التوقف عن العمل بصفة إرادية، بمعنى صادر عن إرادة العمال أو موظفي المرافق العامة وتعبيرهم الصريح بالدخول في إضراب عن العمل وفق الإجراءات المقررة قانونا إذ لا يعتبر بناءا على هذا إضرابا حالة التوقف عن العمل التي قد تفرضها بعض عوامل الإنتاج، كنقص المواد الأولية للإنتاج مثلا أو ما يسمى بالبطالة التقنية، ولا يعد إضرابا رفض العمال العمل ساعات إضافية، طالما كانوا غير ملزمين بأدائها بنص القانون أو عقد العمل كما لا يعتبر إضراب كذلك ، التوقف الجماعي عن العمل الصادر عن سبب يرجع إلى صاحب العمل.
2- كما يجب أن يكون التعبير عن الإرادة والرغبة في الإضراب صادر عن جميع العمال وموظفي المرافق العامة أو أغلبيتهم على الأقل سواء بصفة مباشرة أو عن طريق ممثليهم النقابيين أو المنتخبين مباشرة من قبلهم، وقد عرفت مسألة عدد العمال المضربين عدم استقرار في الاجتهاد الفرنسي فبعد أن اعتبر انه يكفي أن يتوقف أكثر من عامل عن العمل ليشكل هذا الفعل إضرابا صدرت قرارات تحت تأثير فكرة انه ينبغي أن يكون التوقف عن العمل بفعل عدد معين من العمال، والى جانب هذا استبعد الاجتهاد القضائي فكرة أن الإضراب لا ينظم إلا من طرف النقابة.
3- كما انه يجب أن يكون التوقف عن العمل فعليا لجميع العمال و موظفي المرافق العامة المعنيين بالإضراب حيث أن الاستمرار في العمل ولو بصورة بطيئة أو العمل بغير الوتيرة العادية لا يعتبر إضرابا،إلا أننا نستثني الفئات المكلفة بالقيام بالحد الأدنى من الخدمة الدائمة كما تنص عليه القوانين والتنظيمات الخاصة بممارسة حق الإضراب.
نضيف في التوقف عن العمل انه لا يطلب فيه أن يكون لمدة معينة من الزمن ويكفي لمدة دقائق محدودة.
4- وأخيرا يجب أن يكون هناك مقاصد متوخاة من الإضراب فيمكن أن تكون لتغيير الأوضاع السائدة في العمل والتي لا ترضي العمال وذلك بتغيير بنود عقود العمل أو للضغط على الدولة قصد تغيير ظروف العمل بوجه عام أو لاستقرار الشغل وقد يكون للإضراب سبب أو أسباب مهنية ذات ارتباط وتأثير مباشر على الحياة المهنية للعمال وذلك كالأجور وتحسين ظروف العمل، وذلك للحصول على المزيد من الحقوق والامتيازات مهنية كانت أو اجتماعية أو مالية، وقد يحدث أن يكون الدافع للإضراب تحقيق أغراض أو بواعث سياسية لا مطالب مهنية، كالضغط بواسطته على الدولة وحملها على اتخاذ موقف سياسي معين، أو منعها من السير فيها، وبناءا على ذلك تكيف هذه الإضرابات بعدم شرعيتها، إلا أن القضاء الفرنسي يعتبر الأسباب السياسية التي لها آثار أو علاقة بظروف العمل كالإضراب على قرار سياسي متعلق برفع الأسعار، أو زيادة الضرائب على العمال أو تجميد التوظيف أو توقف بدفع الرواتب أو أي قرار سياسي أو استراتيجية سياسية تمس أو تؤثر على عالم الشغل بصورة مباشرة أو غير مباشرة تعتبر أسباب مشروعة.
ويجب أن نشير إلى أن الإضراب قد يحدث نتيجة للتوقف عن العمل، كما قد يحدث ولو لم يكن هناك أي امتناع عن العمل، حيث يباشر العمال عملهم ولكن مع تعطيل الإنتاج، أو استمرار الموظفين في التواجد بأماكن عملهم دون القيام بالإعمال المطلوبة منهم لمصلحة الجمهور.
فمن خلال ما سبق توصلنا إلى أن الإضراب سلاح مخيف أحيانا، مخيب أحيانا أخرى لا يجوز للموظـفـين العمومييـن اللجوء إلى استعماله إلا بحرص شديد، وقـد يكون – الإضراب – فعالا إذا سبب إزعاجا للجمهور، لكنه قد يضر بأفراد المجتمع، وبالتالي يسيئون إلى أنفسهم عند نظر الرأي العام لقضيتهم، لا هذا يفضل العديد من العمال والموظفين استخدام التهديد بالإضراب أو بما يسمى بالإضراب التنبيهي.
ثانيا :أشـــكــــال الإضـراب
كل حركة يقوم بها العمال أو موظفي المرافق العامة تفترض تنظيما محكما حتى لا تتحول إلى عصيان وعدم انصياع لأوامر المستخدم أو صاحب العمل، ولذلك يقوم العمال بتنسيق عملهم للتوصل إلى تحقيق مطالبهم، وقد تختلف كيفية التوقف عن العمل، فقد تكون بصفة جماعية أو فئوية أو قطاعية وفيما يلي سنرى الأشكال المختلفة للإضراب.
1- الإضراب التقليدي ( العادي )
هو الشكل الأكثر انتشارا، ويتم فيه انقطاع المضربين عن العمل في نفس الوقت تاركين بذلك مواقع العمل أو الامتناع عن الالتحاق بها بطريقة محكمة ومنظمة، ومدروسة مسبقا من حيث الكيفية والمدة، بحيث تأخذ النقابات فيه جميع الاحتياطيات اللازمة لبلوغ الهدف المقصود منه فتراعي الظروف الاقتصادية العامة والوضعية الاقتصادية للقطاع وأهمية مخزون الإنتاج بالنسبة للطلب والقدرات المالية للعمل كتاريخ الوفاء بالأجور والتعويضات العائلية، كما تلتزم النقابة بضمان استمرارية خدمة الأمن وتشكيل هيئة الطوارئ واتخاذ الاحتياطيات اللازمة لمنع حلول عمال القطاع الخاص محل العمال المضربين بالقطاع العام حفاظا على مناصبهم من جهة ، وتدعيما للحركة الاحتجاجية من جهة أخرى .
2- الإضراب الدائري( الغـلق)
هذا النوع من الإضراب يتطلب انسجاما وتخطيطا محكما، حيث يتم فيه تحديد لتدرج مختلف وحدات الإنتاج في المرفق من جهة وتحديد توقيت مضبوط الإضرابات المبرمجة ويتم هذا الإضراب بصفة فئوية متتابعة بمعنى تمتنع فئة من العمال عن العمل مدة معينة ومحددة لتليها فئة أخرى بعد استعادة الفئة الأولى لنشاطها أو بمعنى آخر يمتنع عمال قطاع نشاط معين مدة معينة، وبعد استعادة نشاطهم يليهم امتناع عمال قطاع نشاط آخر، فهذا الإضراب لا يوقف تماما عمل القطاع، هذا الأمر جعل الإضراب الدائري ممنوعا في القطاع العام، ففي فرنسا وبصدور قانون 31 /07/1963 والمتعلق بتنظيم الإضراب في القطاع العام، ولهذا نجد أن نظام الإضراب الدوري أساسا يختلف حين القيام به في القطاع العام، أين لا يسمح باللجوء إليه، وفي حالة القيام به يكون هناك عقاب تأديبي قد يصل إلى الطرد من العمل وفي القطاع الخاص يبقى هذا الإضراب قانوني لعدم وجود نص يقضي بغير ذلك.
فالإضراب الدائري يتم دون شل حركات النشاط و المردودية في المؤسسة، وهو في نفس الوقت تمهيدا لتهيئة العمال للانقطاع التام عن العمل، وهو أكثر ضررا من الانقطاع الجماعي عن العمل، ونشير هنا إلى أن هناك نوعين من الإضراب الدائري فالأول يتمثل في الإضراب الأفقي الذي يمارسه عمال من صنف مهني معين حيث ينعكس سلبا على عمال الصنف الآخره التابع للأول، أما النوع الثاني الإضراب العمودي الذي يجمد العمل في مصلحة أو قطاع محدد في المرفق دون أن يمس القطاعات الأخرى ،ويهدف هذا الإضراب أساسا إلى إحداث اختلال في تنظيم الإنتاج.
3- الإضراب القصير والمتكرر
هذا الإضراب عبارة عن توقفات عديدة ومتكررة مع البقاء في أماكن العمل ، يتخللها انقطاع تام عن العمل في بعض الأحيان يمتنع فيه العمال عن الالتحاق بمراكز عملهم أو يتأخرون عن ذلك في أوقات منتظمة ، ليستأنفوا العمل بعد ذلك.
وعن مشروعية الإضراب، فهناك من يعتبره غير قانوني وتعسفي وبالتالي لا يعتبرونه شكلا من أشكال الإضراب، لكن في السنوات الأخيرة أصبحت هذه الإضرابات قانونية إلا في حالة القيام بالتخريب، وهذا ما استقر عليه القضاء في فرنسا وكمثال قرار أولفيرا (Oliveira) المؤرخ في 11 /يونيو/ 1981 والمتعلق بالوقف عن العمل لمدة ساعتين وهذا بطريقة مفككة خلال ربع (1/4) ساعة بطريقة متتالية، وقد بين القضاء أن هذا الإضراب القصير والمتكرر قد أساءوا إلى عملية الإنتاج لان العمل الذي يقوم به هؤلاء العمال يتطلب الاستمرار في عملية الإنتاج، وبالتالي أدى ذلك إلى الخصم من أجور العمال المشاركين في الإضراب، فهذا النوع من الإضراب يتم باحتلال العامل المضرب مكان عمله، بينما يمتنع العامل الغير المضرب عن ذلك لهذا يحتاج – هذا النوع من الإضراب- إلى إحكام ودقة مدروسين مسبقا فيما يتعلق بفترات الانقطاع ومداه ومدته وأهدافه.
4-الإضراب البطــيء
لهذا الإضراب العديد من التسميات، فيسمى بإضراب الإنتاج أو المردودية ويعرف كذلك بالإضراب المستتر أو الجزئي، يتميز هذا النوع من الإضراب في التخفيض والتقليل من وتيرة الإنتاج، ويستمر فيه العمال ممارسة نشاطهم دون أن يتوقفوا كليا عنه، ويتم ذلك وفق مخطط موضوع مسبق لتخفيض الإنتاج حيث يؤخذ فيه كل عامل صفة المضرب من اللحظة التي يبدأ فيها إبطاء الإنتاج والتقليل من فعاليته، ومن ثمة بصعب تكييف هذا التصرف بالإضراب ذلك أن العمل يبقى مستمرا.
ولتجنب الأضرار التي قد تنجم عن هذا النوع من الإضراب، غالبا ما تبرم اتفاقيات بين الإدارة المستخدمة والعمال، تحدد بمقتضاها نسبة معينة لتخفيض المردود والإنتاجية لا يمكن تجاوزها، غير أن هذا النوع من الإضراب يعد حاليا أكثر ندرة، لأنه يبدو اقل فعالية لتحقيق المطالب العمالية.
5- إضراب الحماس أو الاندفاع
يطلق عليه كذلك بإضراب المبالغة في النشاط، هذا النوع من الإضراب عكس الأنواع الأخرى التي سبق ذكرها والتي تقوم إما على التوقف عن العمل و إما على تخفيض في وتيرة الإنتاج، فان إضراب المبالغة يتضمن مزيدا وتصعيدا في النشاط عن طريق المراعاة الدقيقة بجميع الإجراءات الإدارية التي يتمسك بها العمال المضربون مما يؤثر سلبا على المتعاملين مع المصالح العمومية ويؤثر على العلاقة بينهم، مما جعل المبالغة في هذا النشاط تقلل من ممارسته لان تطبيقه الحرفي في الأنظمة الإدارية يكاد يكون مستحيلا بسبب الازدحام المتزايد في المصالح والمؤسسات العمومية،وينجم عن هذا الإضراب تأخيرا في سير المرفق العام .
والى جانب هذه الإضرابات توجد أشكال أخرى من الإضراب، فعلى سبيل المثال يوجد الإضراب عن الساعات الإضافية والذي يهدف من خلاله الاحتجاج ضد حجم الساعات الإضافية أو ضد كيفيات تعويضها وهناك الإضراب التضامني حين يضرب العمال ضد قرار صادر عن صاحب العمل كأن يتضمن القرار مثلا فصل عامل من منصب عمله بدون وجه حق، ويوجد كذلك الإضراب المفاجئ الذي يقوم به العمال بدون أن يشعر به الإدارة أو صاحب العمل، وهذا النوع من الإضراب نجده كثير الاستخدام في القطاع الخاص وهذا خلافا لكما جاء به في القطاع العام حيث يجعل الإشعار المسبق ضروري.
وهناك كذلك الإضراب الإداري الذي يقضي في عدم إتمام الإجراءات الإدارية خلال الحركة الاحتجاجية مع بقاء النشاط الأساسي للمضربين مستمرا.
ومن خلال ما سبق ذكره نجد أن الإضراب مهما كان شكله أو التقنية المتبعة في إجرائه يبقى حركة مطلبيه واحتجاجية يكون الغرض منها الضغط على صاحب العمل أي المستخدم وحتى على السلطة العامة على تلبية مطالب معينة سواء تم التوقف عن النشاط كليا أو جزئيا أو اضرب جميع عمال القطاع أو فئة فقط منهم، طالت فيه المدة أو قصرت، يبقى هذا الإضراب آخر إجراء ووسيلة في يد العامل سواء كان تابع للقطاع العام أو الخاص يسعى به لبلوغ المكاسب المهنية.

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=101087
.:[الخيالة]:. غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-14-2012, 04:49 AM   #5
:][: الدعم الفني :][:
 
الصورة الرمزية .:[الخيالة]:.
 
تاريخ التسجيل: May 2008
رقم العضوية: 6
الدولة: عالمي الخاص
المشاركات: 858
.:[الخيالة]:. is on a distinguished road
افتراضي

ماهي السوسيولوجيا ؟ و ماهو منهجها و موضوعها ؟تعريف السوسيولوجيا :هي العلم الذي يعالج موضوع الوقائع الاجتماعية
-أطروحة كلود بابييه :
جون كلود باربييه : عالم إجتماع و ضمن فريق في جامعة السوبون وهو أستاذ مشارك في جامعة البورغ في الدنمارك
ويركز بحثه على المقارنة بين أنظمة الرعاية الاجتماعية في أوروبا والولايات المتحدة، فضلا عن المشاكل العامة والنظرية والابستمولوجية من خلال المقارنة بين الدول
يحاول بابييه إعطاء نظرة شاملة حول السوسيولوجيا محددا المسلمات التي تقوم عليها النظريات السوسيولوجية ،معتبرا أن هناك نموذجان نظريان أساسيان هما : النموذج الجمعي الذي يفترض أن المجتمع هو من طبيعة مغايرة لطبيعة الأفراد الذين يكونوه و في مقابله هناك النموذج الذري:يركز على الفاعل الاجتماعي و كيفية تنظيم الفرد لعلاقاته مع المجتمع
-أطروحة دوركايم:


يعد أب السوسيولوجيا الفرنسية المعاصرة . ولد دوركايم13/04/1858 في مدينة ايبينال بمقاطعة اللورين ،درس في بالجامعة ونال شهادة الدكتوراه حول موضوع- تقسيم العمل الاجتماعي الذي نشر عام 1893 ّومن أهم مؤلفاته تقسيم العمل الاجتماعي قواعد منهج في علم الاجتماع – الانتحار- التصنيف البدائي والإشكال الأولية للحياة الدينية، توفي دوركهايم سنة 1917


ينطلق دوركهايم من مقولة أساسية لديه و هي أنه :"ينبغي التعامل مع الوقائع الاجتماعية كأشياء "أي ينبغي الوقوف أمام الظواهر الاجتماعية الإنسانية كفيزيائيين يلاحظون ظواهر مجهولة ،إذن فعلى الباحث في علم الاجتماع كما يرى دوركهايم أن يبحث ميدانيا و ليس أن يمارس التامل ،ووسيلته المتميزة في ذلك هي الاحصائيات و المقارنة
.المجتمع هو مصدر تشكل الفرد و قولبته كيفما شاء ضمن أطره الثقافية [ الأطروحة الجبرية]
يركز إميل دوركهايم على مفهوم أساي سماه: " الوعي الجمعي " «conscience collective»فالمجتمع يتكون من أفراد مجتمعين لأنهم يشتركون في قيم و قواعد يتم نقلها عن طرق مؤسسات المجتمع الأسرة و المدرسة ...و كل مجتمع لديه خصوصية تحدد عوامل الاندماج فيه (الولاء للجماعة )و عوامل الضبط (معرفة القواعد المتحكمة في سلوكات أفراد الجماعة أو المجتمع )


-أطروحة ماكس فيبر :
عالم اجتماع و عالم اقتصاد ألماني و لد سنة 1864 ،يعد من كبار علماء الاجتماع المعاصرين ، درٌس القانون و الاقتصاد السياسي في جامعة فريبورغ 1891 ثم في جامعة هايدلبرج1896 ،توفي سنة 1920



و يعرف السوسيولوجيا :بأنها العلم الذي يسعى إلى فهم السلوك الاجتماعي
اعتبر أن على علم الاجتماع أن يكون علما تفهميا و تجريبيا في نفس الوقت في دراسته للفعل الاجتماعي
يعتبر ماكس فيبر أنه مهما كان تأثير الانتماء إلى مجتمع ما ،يبقى الكائن الإنساني ممتلكا للقدرات عقلية محدودة قادرة على جعله يستطيع دمج العديد من الوسائل و الغايات ،و تقييم الاحتمالات التي تصادفه .
الفرد هو ركيزة الحياة الاجتماعية ،و هو الذي يشكل المجتمع بإرادته الواعية ،و مهمة علم الاجتماع بالنسبة إليه دراسة فعل الإنسان و تأويل بواعثه و فهم أهدافه [ الأطروحة الطوعية].
http://falsafatona.blogspot.com/2011...us-x-none.html

.:[الخيالة]:. غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-14-2012, 04:49 AM   #6
:][: الدعم الفني :][:
 
الصورة الرمزية .:[الخيالة]:.
 
تاريخ التسجيل: May 2008
رقم العضوية: 6
الدولة: عالمي الخاص
المشاركات: 858
.:[الخيالة]:. is on a distinguished road
افتراضي

مرحبا عزيزي/
أتمنى أني أكون قد أفدتك ولو بالقليل ..}

.:[الخيالة]:. غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
طريقة عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:05 PM.



استضافة وتطوير سعودي إكسترآ لخدمات الانترنت

 Powered by vBulletin v3
Copyright ©2000 - 2012, Jelsoft Enterprises Ltd.