قبل أكثر من عقدين كنا نتنمنى أن نرى مستشفياتنا تمتلأ بالأطباء السعوديين ، وأن يكونوا في أمكنة عالية ، وفي تخصصات متعددة ، فقد مللنا سابقاً من الأطباء غير السعوديين لأسباب مختلفة ومتنوعة ، وكنا نأمل أن يقود مسيرة البلاد الصحية من الكوادر الصحية ، ففي حالة الكوارث والأزمات ستجد ( ابن البلد ) وفي حالة المصلحة العامة سيكون هو الأجدر ، وللأمانة العملية والأخلاقيات المهنية سيكون أكثر حرصاً ، وعلى المرضى سيكون أحرص وأغير عليهم .
لكن من المؤسف أن نرى أمنياتنا قد تحققت على الورق ، فنشاهد الأطباء السعوديون وقد افتقدوا لأخلاقيات المهنة ، وكان حرصهم على المادة أكثر من حرصهم على عملهم ، فكان عملهم مهنة وليست رسالة ، تجد مصلحتهم تتغلب على المصلحة العامة ، ونشاهد الاهتمام بمظاهرهم أكثر من اهتمامهم بدواخلهم .
خلال رحلتي في معالجة والدتي شفاها الله خلال السنتين ، لم أجد من الأطباء السعوديين إلا القليل من اعتبروا الطب رسالة ، فهذا استشاري بمستشفى حكومي جامعي موعد زيارته بعد 5 أشهر ، وعند الدخول عليه في حالة تستدعي العلاج يأمر بأخذ التحاليل قبل موعد جديد ، وهذا الموعد بعد 6 أشهر ، تحاجج أو لاتحاجج فالسعودي لايحاسب ، بل تريد علاجها فلتأتي لعيادته التخصصية لتحصل على موعد خلال يومين !!! فالكشف والتحاليل قرابة 2000 ريال !!!
وآخر للأسف في مستشفى حكومي وصل انتظارنا مع ابنتي لقرابة النصف ساعة ، وتخرج من عيادته شابة بأنواع الزينة ويودعها بابتسامة عند الباب ، وعند سؤالي عن حالة ابنتي يعطيني جملة واحدة لكي أخرج ، فاخترت الحوار معه بأدب ، لكن يقول / عندي مرضى !!! ولتستمر على العلاج ، ولم يكن وقتي قد وصل لخمس دقائق ، وقارنت بين وقتي ووقت المريضة السابقة وابتسامته لها وتكشيرته لي !!! .
ولاتسأل عن الغرف الصغيرة والضحكات بين الأطباء والطبيبات ، والمرضى خارجاً ينتظرون الدور ، فهذا من الشمال وهذا من الجنوب ، وهذا كبير في السن وهذه طفلة ، والطبيب الذي يعمل بجد هو الطبيب غير السعودي .
ولاتسأل عن تعامل الطبيبات السعوديات وكأنهن وصلن لأعلى درجات العلم ، وكأن المراجعين والمرضى كالعبيد في زمن الرق !!!
كم أسفت أن يكون الطبيب غير السعودي هو الحريص على مرضاه ، ومتمتعاً بأخلاقيات المهنة ، أكثر حرصاً من السعودي ، فيقابلك بابتسامة ، ويقف احتراماً لك ، شارحاً الحالات ، مطمئناً لك ، ناصحاً ومحباً ... .
ليتنا من حجنا سالمين وبقينا على أطباء تحاسبهم وتقيمهم أموال دولتنا .
ملاحظة : يوجد من الأطباء من هو مخلص وغيور ولكنهم للأسف قلائل .