900 طفل ... هذه هي البداية !!!

[د/ عبدالله محمد الفوزان]

900 طفل ... هذه هي البداية

مؤلم جدا أن تتسلل ظاهرة تعاطي المخدرات في مجتمعنا إلى أفواه أطفالنا الأبرياء وإلى أجسادهم الغضة والطرية لتفسد أخلاقهم وتدمر خلاياهم وتهدد مستقبلنا ومستقبلهم وتنذر بكوارث نفسية وصحية واجتماعية واقتصادية وأمنية وأخلاقية خطيرة تطال الجميع ولا تستثني أحدا. وهذا تحديدا ما كشفته لنا الباحثة الاجتماعية بالمديرية العامة للمخدرات الأستاذة عواطف الدريبي في ورشة العمل التي انطلقت في مركز الأمير سلمان الاجتماعي تحت عنوان " أطفالنا بعيدا عن المخدرات "، حيث أشارت الباحثة عواطف إلى أن دور الأحداث في المملكة استقبلت العام الماضي 900 طفل تتراوح أعمارهم ما بين 7 و 18 سنة بسبب تعاطي المخدرات. وقد توزع هؤلاء الأطفال على دور الأحداث في بعض مدن المملكة ومنها جازان بواقع 280 طفل والرياض بواقع 215 طفل وجدة بواقع 213 طفل وأخيرا حائل بواقع 9 أطفال. كما كشفت الباحثة أن 717 من هؤلاء الأطفال تم إيداعهم في دور الأحداث بسبب أحكام قضائية تعزيرية، أما البقية منهم والبالغ عددهم 183 طفلا فتم إيداعهم بواسطة أسرهم.

أعلم أن تعاطي الأطفال للمخدرات أصبح ظاهرة عالمية لا يخلو منها مجتمع من المجتمعات البشرية المعاصرة وأعلم أيضا أن عصابات زرع وتهريب وترويج المخدرات تزداد وتنمو وتتطور من حيث العدد والعدة ولا تستثني أحدا من الاستهداف حتى ولو كان المستهدف هم الحيوانات أو الجمادات مادام أن ذلك يصب الأموال في خزائنها، لذلك لن يضيرها أن ينخرط الأطفال كغيرهم من الفئات العمرية في تعاطي سمومها القاتلة. ومع أن الرقم أعلاه يظل ضئيلا مقارنة بما لدى المجتمعات الأخرى إلا أن ذلك لا يعفينا من دق ناقوس الخطر في أرجاء مجتمعنا من أجل إيقاظ الضمائر ونشر الوعي بخطورة المشكلة والحيلولة دون اتساع رقعتها بصورة قد يصعب معه معالجتها أو التحكم بمسارها أو الحد من تفشيها ... فالنار من مستصغر الشرر كما تقول العرب في أمثالها، ولا ينبغي الاستهانة بهذه المشكلة بحجة أنها لم تصل بعد إلى مستوى الظاهرة الاجتماعية، بل لابد من شجبها واستنكارها وتجريمها ودراستها دراسة علمية ووضع الخطط والبرامج والسياسات الكفيلة بالوقاية منها والحد من انتشارها وبمعالجة من تورطوا من أطفالنا في تعاطيها أو من أدمنوا عليها.

المخدرات شئنا أم أبينا أصبحت اليوم في متناول أطفالنا أكثر من أي وقت مضى، فهي هناك عند مداخل الكثير من مدارسنا وفي زوايا كثير من شوارعنا وأحيائنا وتباع عادة بأرخص الأثمان، بل إن المخدرات أخذت تتسلل إلى فصول مدارسنا وحتى إلى غرف نوم أطفالنا في غفلة منا أو ربما يجدها الطفل أو الطفلة في إحدى زوايا المنزل من مخلفات والده المدمن أو والدته المدمنة، هذا إذا لم يكن قدمها له مع شديد الأسف صديقه المتعاطي أو أخوه المتعاطي أو أبوه المتعاطي أو حتى أمه المتعاطية على طبق من ذهب ودون عناء يذكر.

إن وقوع أطفالنا في شرك المخدرات يمثل في نظري إدانة صريحة لكافة مؤسساتنا التربوية وعلى رأسها الأسرة، بل إنه يشكل فشلا تربويا ذريعا ومريعا لتلك المؤسسات المناط بها صناعة المواطن الصالح. إذ يخطيء من يظن أن الأسرة المنحرفة أو المفككة أو المهملة أو اللامبالية يمكن أن تزودنا بمواطنين صالحين. كذلك يخطيء من يظن أن مدرسة لا يزيد همها عن تلقين أطفالنا ذلك الحشو الهائل في مناهجها بإسلوب فج وعنيف ولا تلقي بالا للإشراف والمراقبة والمتابعة أن تقدم لنا مخرجات صالحة.

إننا أمام بوادر مشكلة حقيقية تستهدف أغلى ما نملك في هذه الحياة ألا وهي شريحة أطفالنا الذين يمثلون امتدادا لنا ونطمع أن يحملوا أمالنا وتطلعاتنا، فمن غير المنطقي أن نتركهم في مهب الريح دون أن تكون لكل منا وقفة مسئولة وصرخة مدوية توقظ الضمائر وفعل إيجابي يحول دون أن تتحول هذه المشكلة إلى ظاهرة تنخر في جسد مجتمعنا وحينئذ لن ينفعنا الندم ولطم الخدود ... فشكرا من الأعماق أستاذة عواطف على إطلاق صافرة الإنذار المبكر لحماية أطفالنا من المخدرات ... فهل من مجيب؟ وإذا كانت البداية هي استهداف 900 طفل من فلذات أكبادنا فإلى أين نحن سائرون في السنوات القليلة القادمة؟ لطفك يا رب ... هذا وللجميع أطيب تحياتي.

الدكتور/ عبد الله محمد الفوزان

[نسرين]

اشكرك دكتور عبدالله على طرحك الرائع وعلى إثارتك لقضية هامة وخطيرة أخشى أن توضع في ملف النسيان كما وضع قبلها00
من المحزن والمؤسف حقاً أن تنتقل هذه الآفة الخطيرة والمدمرة لأطفالنا 700طفل والله أنه عدد مخيف وبما أنها وصلت لهذا العدد فأعتقد أنها بداية انتشار الظاهرة000
وأحمل الأسرة المسؤلية الكاملة لإنحراف أبنائها وتقع عليها مهام غرس القيم والمبادىء السليمة في نفوس الأبناء وتعزيز قيم الخوف والخشية من الله وإن كانت هناك مؤسسات أخرى تنشىء بالطفل مبادىء تردعهم عن كل ماهو مخالف لكن الأسرة تبقى الأقوى في التاثير00
دورنا كباحثين أن لانقف عند هذه المشكلة موقف المتفرج بل لابد من عمل دراسات وبحوث للبحث في الاسباب وايجاد الحلول للحد منها قيل فوات الأوان000
شكراً دكتور عبدالله وتقبل مروري00

[د/ عبدالله محمد الفوزان]

أشكرك أستاذ نسرين على المرور والتعقيب على الموضوع فأنت إضافة هامة لهذا المنتدى المبارك ووجودك فيه سوف يثري مرتاديه من الأخوة والأخوات ... وأشاطرك الرأي بمسئولية الأسرة قبل غيرها في تورط هؤلاء الأطفال ووقوعهم في شرك تعاطي المخدرات ... فالاهمال واللامبالاة والانشغال عن الأطفال، بالاضافة إلى التفكك الأسري وتأثير جماعة الرفاق كلها عوامل مهمة في تعاطي هؤلاء الأطفال للمخدرات. كما لا أنسى أننا لا نربي أطفالنا على الثقة بالنفس وقول لا لمن يغريهم لتعاطي المخدرات. فالشخصية الفاقدة للثقة بالنفس والشخصية الانقيادية لا تستطيع مقاومة الإغراء، لذلك لابد من تعزيز الثقة في نفوس أطفالنا وأن نعودهم على قول ( لا ) في المواقف التي تهدد حياتهم ... مرة أخرى أكرر شكري لك على المرور والتعقيب وأتمنى لك التوفيق للاسهام في نجاح هذا المنتدى ... الفوزان

[Najat ALghamdi]

العدد كبير جدا والمسئوليه بلا شك تقع على عاتق الوالدين

اين هما عن اطفالهم

اتفق مع كلام الدكتور بضرورة بناء شخصيه قادره على قول لا

تحياتي

[نواف]

فتحت اعينا يا دكتور على مسأله كانت غائبه عنا

الله يحفظ اطفالنا

[د/ عبدالله محمد الفوزان]

أختي نجاة وأخي نواف شكرا لكما على المرور وهذه هي البداية في ظل عدم تحمل بعض الاباء والامهات لمسئولياتهم التربوية تجاه أطفالهم فالبعض يظن ان مسئوليته تتوقف عند حدود الانجاب والمأكل والمشرب والملبس فقط ويهمل التربية والمراقبة والاشراف والتوجية ... تحياتي ... الفوزان

[عادل الهمزاني]

يادكتور عبدالله ........ تحيه طيبه . وموضوع بالفعل مؤلم .. نتيجة لما قد أراه بأم عيني .. ياشيخ كيف اصبحت

المخدرات في متناول من هم أقل من 15 سنه تصور !! لا أكاد أصدق في ماجاء بموضوعك الشامخ ( لولا أن

أن عيني قد رأت واذني قد سمعت ) من هنا اتساءل عن هذا المجتمع كيف وصل به الحال الى هذا الوحل الخطير

من المخدرات .. حتى اصبحت المسؤليه فقط الزج بالسجون لم يقع بأيدي رجال الأمن .. وهذه المسؤليه تحتاج لأن

نطلق عليها عنوان آخر وهو من هو المجرم الحقيقي ايضاً ..؟! هل هم المروجون أو المستخدمون أو الوالدين في

ظل عدم الرقابه .. أو التعليم المصاب بشئ من الحشو الهائل في مواد لا تسمن ولا تغني .. أو الفضائيات أو ماذا

لا أعلم حقاً ..؟ .. وأخيراً لا يسعني الا أن اقول بارك الله فيك يا دكتور عبدالله لهذا الطرح المبارك في ماتفضل به

شخصك الكريم ...مع دعواتي لك بالتوفيق والسعاده دائماً وبحفظ الله ورعايته ..

[د. عبدالعزيز الدخيل]

دعني اقتبس مصطلحك الاعلامي يادكتور عبدالله "يا سلااااااااااام عليك". فعلا موضوع جدير بالتحرك من جميع الجهات والقطاعات والمؤسسات الاجتماعية وأخص بالذكر جمعية وقاية واللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، والمؤسسات التعليمية.

تحياتي لك وياسلام عليك يادكتور عبدالله
وتحياتي ايضا للجميع
الدخيل

[عبدالله التميمي]

[ أيضاً ياسلااااام عليك بل عليكم,,,,
أعتقد ان المخدرات وصلت الى أكثر من هذا العدد بكثير ولكن هذا ما وضح أمره فقط لأنه وصل المؤوسسات ومن ثم دخل ضمن الاحصائيات الرسمية,,,,,
اذكر اني رأيت في مستشفيات الامل أكثر من مرة اكثر من واحد من أسرة واحدة ينومون في نفس الوقت وأحيانا كان الاب والابن .
لابد ان تتعلم الاسرة وتثقف نفسها حتى لو قصرت المنظمات فلا تنتظر الاسر اي مبادرة ،،،والتعليم متاح بأساليب مختلفة ،،، ولكن ما يحتاج الى وقفه هو كيف تتعامل الاسرة مع الابن الذي بدأ يظهر عليه علامات التعاطي ,, وكيف تتأكد؟
وبمن تتصل ؟ ولو اتصلت بالمخدرات هل يتم التجاوب سريعاًً !!!!!!!!!!
هل هناك أسرة كافية في مستشفى الامل!!!!!!!
هل ما يحدث في مستشفى الامل علاج حقيقي!!!!! ( ربما بعضهم يدخل لأنه يتعاطى المسكر ويخرج وقد بدأ يتعاطى انواع اخرى بل تعلم كيف يحصل عليها كما تعلم كيف يصنع الخمر بنفسه وذلك من أهل السكر القدماء!!!!!)
الاسرة يجب ان تزيد من جرعات الوقاية لأبنائها قبل ان تدخل في معمة العلاج الصعبة جدا جداً...
موضوع المخدرات يحرق قلبى وانا اتحدث عنه لما رأيته من مئات الحالات وما سمعته من الاباء والامهات ولمعرفتي بكثير من البيوت التي هدمت بسبب المخدرات ....وشخصيات عرفتها في القمة وخلال فترة من التعاطي أصبحت في الحضيض.
والله لا أقول سمعت أو قرأت بل رأيت وحاولت ونجحت احياناً قليلة ولم استطع ان اقدم شئياً احيانا كثيرة.
شكراً د عبدالله ووالله ان هذه المواضيع تحتاج الكثير منا جميعاً ومنك بالذات يا دكتور عبدالله فانت اجتماعي عرف اكثر من غيره دهاليز الاعلام , شكراً لكم جميعاً ودمتم بود