العميل حالة منفردة

[د. عبدالعزيز الدخيل]

العميل حالة منفردة

يعتبر أي عميل حالة منفردة له خصوصيته وظروفه المرتبطة به وحده والتي يختلف بها عن غيره من العملاء، وهذا تأكيد للنظرة الجديدة للعميل من انه "شخص في بيئة" person in an environment ، ولذلك يجب مراعاة تلك الخصوصية من قبل الفريق العلاجي، وما في ذلك من تحقيق للفائدة المنتظرة من العلاج وزيادة من فاعلية وكفاءة الخطة العلاجية. كما ذكرنا أن تلك المراعاة لا تعني بأي حال من الأحوال عدم وجود خطوط عريضة ومنهجية واضحة للعلاج، وإنما قصد بذلك ضرورة أن تتضمن الخطط العلاجية -في جميع مراحلها- فردية المريض، بحيث تتناسب الخطة العلاجية مع حاجة كل مريض بما له من خصوصية تميزه عن غيره من المرضى الآخرين.
ومن هنا فلا بد أن يتم تصميم خطة علاجية فردية لكل متعالج بحيث تتلائم وحالته وظروفه وجوانب شخصيته المختلفة وظروفه الخاصة، وبحيث تصل تلك الخطة بالمريض الى حالة مناسبة من الاستقرار الجسمي والنفسي والعقلي والانفعالي. على أن تعتمد تلك الخطة على التعرف على مناطق القوى لدى المريض (الذاتية منها والبيئية)، والعمل على استثمار تلك القوى بطريقة مثلى. ولن يتم ذلك إلا من خلال تكوين فريق علاجي قادر على دراسة وتقدير وتقويم حاجات المريض الفردية والعمل على مقابلتها ضمن خطة عمل علاجية تسعى لتحقيق أهداف قصيرة المدى والأهداف بعيدة المدى، على أن تكون تلك الأهداف عملية وواقعية وقابلة للتحقيق، وليست مجرد أهداف نظرية أو خيالية يصعب تحققها.
إن فردية العميل لا تعني بالضرورة عدم تشابه بعض الخصائص التي يمتلكها مع غيره، لكن الإقتناع بتلك الفردية يمهد الطريق أمام الفريق العلاجي ويشجعه للعمل على بحث حالة العميل واكتشاف خصائصها، وليس الاكتفاء فقط بتعميم النتائج التي توصل اليها من خلال دراسة حالات سابقة.
فالإيمان بالفروق الفردية لا يساعد على فهم المشكلة فقط، بل انه يساعد في تعدد منهجية بحث ودراسة الحالات، وبالتالي تصميم تلك البرامج العلاجية التي تتواءم مع حالة كل فرد على حده. فهذا عميل لا يصلح معه في حل مشكلته الا العلاج السلوكي المعرفي، وآخر قد لا يتناسب معه هذا الاتجاه العلاجي وانما يلائمه مدخل التحليل النفسي في العلاج. وثالث قد يفيده استثارة العاطفة والمشاعر في داخله.
وبما أن الناس يختلفون فإن المهارات الاجتماعية الخاصة بهم تختلف أيضا، فلابد إذا أن تصمم البرامج العلاجية بحيث تهدف إلى التعرف على تلك المهارات الاجتماعية لكل فرد ومن ثم العمل على تنمية المهارات الموجودة لديه، واكسابه المهارات الأخرى التي يحتاجها. فهذا عميل منطو على نفسه وأناني قد يجدي معه لانتشاله من انطوائيته وأنانيته وضع خطة علاجية تتضمن اشراكه في برامج العلاج الجماعي و تشجيعه على الانخراط في لعبة جماعية مثل كرة الطائرة. والابتعاد كل البعد من تدعيم الأنانية لديه من خلال اشراكه في لعبة تنس الطاولة مثلا، حيث أن ذلك النوع من الألعاب يعزز الفردية ومن شأن ذلك تدعيم الأنانية لديه.
تحياتي للجميع
الدخيل

[عبدالله الحجاجي]

د عبدالعزيز الدخيل

بارك الله فيك وفي علمك ونفعنا بك

عند قرائتي لسطورك لاحظت كثرة تكرار مصطلح الفريق العلاجي ، وقرأت أنواعاً من العلاجات التي قد تستخدم مع بعض المرضى .

كنت اقرأ وأتصور حينها وكأنني أمام تلفاز يعرض أكثر من لقطة في الشاشة الواحدة ، اقرأ وأتحمس ، اقرأ وتصيبني الدهشة والذهول ، اقرأ وأتحسر ..... .


لماذا أتحسر وأنا أمام عبارات سهله يمكن تطبيقها ، لكن هيهات فأنا أخصائي اجتماعي طبي يعمل بمستشفى حكومي .

مستشفى قد لايوجد به هذا الفريق العلاجي .

مستشفى قد لاتتوفر به أبسط وسائل الترفيه للمرضى .

خرجت عن الموضوع كثيراً وأعتذر .

العميل حالة منفردة ، قرأت الموضوع وفهمته وأُدرك تماماً بأن الحالات مهما تشابهت ظروفها إلا أنني لا استطيع أن أرسم لها خطة علاجية موحدة ، قد أستغل خبرتي في تصميم برامج علاجية تناسب كل حالة لكن يجب علي أن أراعي الفروق الفردية بين الحالات .

عذراً د عبدالعزيز الموضوع لايحتاج للمزيد من التعليق ولكن لأنني لا أكتفي بكلمة الشكر فقط بل أبحث عن النقاش الذي يزيد من درجة معرفتي بهذا التخصص الإنساني العظيم .

أطلت وتخبطت كثيراً

تحياتي وتقديري للجميع

[.:[ الخـيالـة ]:.]

يعتبر أي عميل حالة منفردة له خصوصيته وظروفه المرتبطة به وحده والتي يختلف بها عن غيره من العملاء..
فالإيمان بالفروق الفردية لا يساعد على فهم المشكلة فقط، بل انه يساعد في تعدد منهجية بحث ودراسة الحالات..

سلمت لنا يمناك ..

[حاتم السباعى]

د. عبد العزيز الدخيل

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خيرا على هذا العرض الرائع

وأود ان اضيف ان من احد الشروط الواجب توافرها فى العلاج السليم ان خطة العلاج لابد وان تتفق وتتناسب مع قدرات العميل ويشمل ذلك ضبط معدل سرعة التغيير بما ويتفق وقدرة العميل على التحرك فالخطة العلاجية التى تفوق طاقة العميل تشعره بالعجز ولايستطيع مسايرتها الامر الذى يفقده الثقة فى نفسه ويؤدى الى نشاة بعض الاتجاهات السلبية من جانب العميل وايضا اذا كانت الخطة العلاجية اقل من طاقة العميل سيشعر بتفاهة العمل مع الاخصائى الاجتماعى ولايرى جدوى من السير معه فى الخطة العلاجية

تحياتى وتقديرى

[د. عبدالعزيز الدخيل]

الأخت الخيالة،
الأستاذ عبدالله،
الاستاذ حاتم
اشكر لكم مروركم ومداخلاتكم واتفق كثيرا فيما جاء فيها من تعليقات أثرت الموضوع.
تحياتي لكم وللجميع
الدخيل

[عبدالمنعم محمود الغدامسى]

بارك الله فيك على ماجئت به , واسمح لى بالاثراءعلى الاسطر الاخير - لقد تطورت الخدمة الاجتماعية من مفهوهما التقليدي - فرد, جماعة - مجتمع - واصبحت تمارس على مستويات ثلاث فى شكل او اتجاه حديث اطلق عليه الممارسة العامة , واخذت الخدمة الاجتماعية مناظير حديثة لتحرر من نظريات علم النفس وعلم الاجتماع - عموما فى الاسطر الاخير يمكن للاخصائي الاجتماعى استخدام نموذجى التركيز على المهام وحل المشكلات , وباستطاعتكم اخى الاطلاع على كتاب - الممارسة العامة - تاليف حسين حسن ومنى بحر واخرون - موجود فى جزئين لا غنى لاحداهما على الاخر - ارجو تقبل تحياتى وساوفيك باذن الله بمعلومات عن الممارسة العامة اذارغبت بذلك اعلمنى بالامر بترك رسالة اخوكم

[منى بنقش]

سعادة الدكتور عبدالعزيز

جزاك الله خيرا .
بارك الله بك وبعلمك ومنك نستفيد دائما .
موضوع مفيد جدااا " العميل حالة منفردة " اتفق معك بالتاكيد بانه ما ينطبق على حالة قد لا يتفق مع حالة اخرى .
ولكل شخصية فرديتها في طريقة التعامل واختيار الخطة العلاجية المناسبة .

تحياتي