البطالة الناعمة..بقلم الدكتور جبرين الجبرين

[.:[ الخـيالـة ]:.]

البطالة الناعمة
د.جبرين الجبرين..

الأرقام الضخمة للمتقدمات للفوز بوظائف تعليمية لدى بعض الجهات الحكومية التي أعلنت عن وجود وظائف شاغرة في الأسابيع الماضية تعكس الحجم المخيف للبطالة التي تعاني منها المرأة السعودية. أربعون ألف متقدمة يتنافسن على قرابة مئتي وظيفة في جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن للبنات في الرياض، وأكثر من ثلاثمئة ألف متقدمة يتنافسن على حوالي عشرة آلاف وظيفة تعليمية أعلنت عنها وزارة الخدمة المدنية في الصيف الماضي. وإذا أخذنا في الاعتبار أن هذه الأرقام مقصورة على من تنطبق عليهن الشروط والمؤهلات المطلوبة، فإن هذا يعني أن هناك أعداداً كثيرة من الباحثات عن عمل لو انطبقت عليهن شروط التقدم لهذه الوظائف لوصل الأمر إلى أرقام يصعب تخيلها. هذه الأعداد المتزاحمة للفوز بإحدى هذه الوظائف تحمل الكثير من المؤشرات السلبية وتدل على وجود بطالة نسائية تتجاوز كل التخيلات ولا بد أن يكون لها تأثيرات سلبية على المرأة والأسرة والمجتمع على حد سواء.
هذا الكم الهائل من المتقدمات مهما حاولنا تفسيره بأنه بطالة طبيعية تحدث في كل المجتمعات أو مشابه لما يعانيه الرجال في نفس المجتمع، إلا أنه يصعب القبول بهذه المبررات حيث تشير الإحصاءات الرسمية إلى أن البطالة بين النساء تقترب من 25% وقد تثبت لنا هذه الأعداد المتزاحمة على هذه الوظائف رغم ضآلة الفرصة في الفوز بإحداها أن النسبة الحقيقية ربما تتجاوز هذا الرقم ببساطة. وبغض النظر عن الرقم الدقيق للبطالة بين النساء إلا أنها تصنّف مرتفعة جدا وتعكس خللا واضحا يعانيه المجتمع السعودي في هذا المجال ولعل هذا ما لمسه مجلس الوزراء وأكد عليه في إحدى جلساته الأسبوعية بالرياض برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في أن رعاية خادم الحرمين ووضعه حجر الأساس لجامعة الأميرة نورة بنت عبدا لرحمن يؤكدان حرص الملك على حفظ حقوق المرأة وتعزيز دورها ومنع أي عنف قد تتعرض له والعمل على زيادة وعيها بحقوقها.
الأسباب وراء هذه البطالة قد يكون البعض منها طبيعياً ويمكن تبريره بانتشار البطالة بين الرجال أيضا في نفس المجتمع إضافة إلى تحفظات شرعية لا تجيز للمرأة القبول بوظائف معينة. إلا أن هناك أسباباً كثيرة غير منطقية وتكاد تكون خاصة بالمجتمع السعودي الذي يفرض بعض القيود على ممارسة المرأة للعمل ويحصرها في مجال واحد فقط وهو مجال التعليم بحجة أنه المجال الوحيد الذي يناسب خصوصية مجتمعنا. تلك الخصوصية التي سببت الكثير من مشكلاتنا وجعلت من الوظائف التعليمية الخيار المفضّل وربما المتاح أمام المرأة في المجتمع السعودي وهي البيئة التي تعمل فيها المرأة بارتياح دون مضايقة أو تطفل من أحد، إلا أن هذا ينبغي ألا يكون مبررا لحشر النساء في هذا القطاع لأنه لا يمكن أن يستوعب الجميع.
يصعب على المرء أن يتخيل مئات الألوف من الراغبات في العمل في المنازل في حين يوجد في الوطن أعداد مماثلة من النساء غير السعوديات يمارسن مهناً شريفة ومرموقة ويحتاجها المجتمع ورغم ذلك لا تستطيع أو لا يسمح للمرأة السعودية بممارستها لأن المجتمع أو بعض أفراده لا يقبلون بها لأسباب اجتماعية بسبب العيب أو النظرة الدونية التي تجعلنا نستعيب مهنة التمريض وننتقص من ممارسة بعض الوظائف الطبية المساعدة، أو أسباب شرعية حسب فهم البعض بدعوى أنها ستفتح باب الاختلاط وينتهي الأمر برفضها وإغلاق باب توظيف السعوديات فيها وفتح الباب لغير السعوديات لممارسة هذه المهن.
عندما نريد أن نطبق معادلة المستحيلات حيث يرفض بعض أفراد مجتمعنا عمل المرأة وخروجها من المنزل ويؤكد على أن وظيفة ربة بيت هو العمل الوحيد الذي يناسب المرأة في الوقت الذي نجد هؤلاء يغضبون إذا لم يوفر لهم المستشفى طبيبة تتعامل مع النساء لأن الحاجة تقتضي وجود طبيبة في هذه اللحظة، ورغم ذلك يرفضون الاعتراف بأن هناك حاجة لوجود المرأة في الكثير من المجالات فهذا يثبت أن لدينا أسباباً غير منطقية لبطالة النساء.
وعندما نعتقد أن هناك أعمالاً غير مقبولة أو غير مسموح بها للمرأة السعودية فقط ونتناسى أن المرأة هي المرأة في كل مكان، فهذا يثبت أن لدينا أسباباً اجتماعية لبطالة النساء. وعندما نعتقد أن بقاء المرأة في المنزل هو الحل الوحيد لإبعادها عن المتطفلين والمعاكسين والذئاب البشرية حسب تسمية البعض فلدينا معوقات غير منطقية لبطالة النساء نحتاج إلى مراجعتها.
الحاجة والظروف الأسرية قد تدفع بعض النساء إلى العمل، فبعض الرجال تخلى عن القوامة إضافة إلى أن التغيرات الاجتماعية وانحسار شبكة العلاقات العائلية والميل نحو الفردية أوجدت أسراً كثيرة تعيلها المرأة، ولذلك فإن بعض النساء وجدت نفسها عائلاً للأسرة بالإضافة إلى كونها ربة بيت فيجب على المجتمع مساعدة المرأة الراغبة في العمل. أما الاستمرار في وضع العراقيل أمام عمل المرأة وممارستها للكسب الشريف فسوف يحول بعض النساء إلى عالة وحمل ثقل على الرجل وسوف ينتج عنه الكثير من المشكلات الأسرية وسوء المعاملة واستغلال المرأة من قبل من لا يخاف الله ولا تردعه أخلاق ولا ضمير.


* أكاديمي بجامعة الملك سعود

[Najat ALghamdi]

موضوع يحاكي الواقع المرير بتفاصيله الى متى هذا التعسف

بحق المرأه سؤال يطرح نفسه ..؟

شكرا لموضوعك

[متعب الزهراني]

الأخت الفاضلة .. "التعسف" بمعناه الحقيقي يمارس ضد المرأة الغربية أما بناتنا فهن محفوظات بحفظ هذا الدين العظيم .. نرى المرأة هنا تعمل في المدرسة وفي المستشفى وفي الكلية ...الخ . فما أدري وش تبي المرأة أكثر من كذا .. لو جربت المرأة السعودية العمل بعد صلاة الفجر في فصل الشتاء بأحد المزارع الريفية لعرفت معنى "التعسف".. أقول احمدوا الله معشر النساء واتركوا التعب لنا نحن المساكين الغلابه .. تحياتي لك ول" البطالة النائمة ".

[.:[ الخـيالـة ]:.]

شكرا نجاة على المرور..}

[.:[ الخـيالـة ]:.]

شكرا خيو متعب على المرور..}

[عادل الشعلان]

موضوع جميل يحاكي واقع الفتاة السعودية
اشكرك علي الموضوع

[.:[ الخـيالـة ]:.]

الشكر لك عزيزي على تواجدك العطر..
حياك الله ..}