لوم الضحية أو victim blaming هو توجه لدى البعض يتم فيه إلقاء المسؤلية جزئياً أو كلياً على الفرد المتضرر (الضحية) كسبب في حدوث الجريمة أو المشكلة أو الإيذاء بدلا من إلقاء اللوم على المعتدي. ويمتد ذلك إلى المشكلات الشخصية، فقد يلام المضطرب نفسياً بأنه سبب في هذا الاضطراب، بل أن لوم الضحية يمتد إلى الظواهر الاجتماعية .
فعلى سبيل المثال المرأة التي تتعرض للاغتصاب أو للمضايقة الجنسية يتم توجيه اللوم لها كونها قامت بإغراء المجرم، والمرأة التي تتعرض للضرب من قبل زوجها تتهم بأنها ماسوشية وتشجع زوجها على استمراء ضربها، ومن أن الفقير متهم بأنه سبب في فقره لأنه كسول ولا يريد أن يعمل.
وإلقاء اللوم على الضحية في نظري يختلف من مجتمع إلى آخر، فهو توجه تغذيه ثقافة المجتمع وتكرسه.
فثقافة لوم الضحية تأتي نتيجة للتربية والتنشئة الاجتماعية وتحديد ابعاد الحرية الشخصية.
فالطفل يسمع والده يلوم البنت التي تعرضت للتحرش أو المضايقة بأنها هي السبب في ذلك، فلو لم تخرج لما تعرضت لذلك التحرش. بل أن الامهات في مثل هذا الموقف يقفن في صف المعتدي.
إن ثقافة لوم الضحية إذا انتشرت في مجتمع فإنها تحيله إلى غابة لايحكمها نظام ولا اخلاقيات، بل تتحكم فيها الغرائز والشهوات، مما يكون دافعا لانتشار الجرائم والتعديات. فلا يتورع شاب أن يتحرش بفتاة فقط لانها ركبت مع السائق وحدها. ولا تتورع مراهقة من سرقة جوال لأن صاحبته غفلت عنه في مطعم مثلا.
إن ديننا الاسلامي حثنا على تحمل مسؤليات تصرفاتنا "كل نفس بما كسبت رهينة"، كما أمرنا بعدم الاعتداء على الغير "ولا تعتدوا"، بل وحظنا على التحلي بمكارم الأخلاق والشهامة.
أننا كمجتمع، يجب أن ننمي في أولادنا الشعور بالمسؤلية لما يقومون به من تصرفات وسلوكيات، ونربي فيهم تحمل ماينتج عن هذه السلوكيات من عواقب.
فبدلا من إلقاء اللوم على الضحية، علينا نحن تحمل مسؤليات افعالنا.
تحياتي للجميع
الدخيل