بعد أيام قلائل، تبدأ السنة الدراسية ومعها تبدأ حمى شراء الأدوات المدرسية، وودت المشاركة بهذا الموضوع تزامنا مع هذه المناسبة.
يعطي التربويون وغيرهم من المهتمين بشؤون التربية والتنشئة الاجتماعية أهمية بالغة للمدرسة كأحد أهم المؤسسات التربوية التي تعمل جنبا الى جنب مع الأسرة في سبيل إعداد وتهيئة الأبناء وتنشئتهم ليصبحوا أعضاء قادرين على مواجهة أمور الحياة ة والتعامل الصحيح مع جوانبها المختلفة. بل انه في بعض الاحيان، يتقدم دور المدرسة على دور المنزل في هذا الشأن، وذلك في حال فقد أو غياب المربي القدوة أوانشغالة عن الأبناء. وهنا يتأكد دور المدرسة التربوي قبل دورها التعليمي.
إن واجب المدرسة والمنزل التعاون والتكامل لما من شأنه تحقيق الأهداف التربوية للأبناء. لذا عليهما التنبه للمشكلات والظواهر التربوية والتعاون لمعالجتها، وقبل ذلك العمل على الحيلولة دون وقوعها، إضافة الى إيجاد البدائل المناسبة بهدف تحقيق النمو النفسي والاجتماعي لشخصية الطالب/الطالبة. ان التعرف على تلك الظواهر والمشكلات ومعالجتها وكذلك اتخاذ التدابير الوقائية قبل حدوثها يتم من خلال الاسترشاد بالدراسات التربوية والاجتماعية وتشجيع ودعم البحوث المتعلقة بهذا المجال.
إن ما يحدث مع بداية كل فصل دراسي_ وحتى أثناء الفصول الدراسية_ من استنفار، واستعداد مبالغ فيه الى حد كبير، والمتمثل في حمى الشراء للأدوات المدرسية، هو أحد تلك الظواهر السلبية التي يتحمل المنزل وكذلك المدرسة مسؤلية حدوثها وتكرارها كل موسم دون اخذ التدابير اللازمة للحد منها. ان تأمين الأدوات المدرسية هو أمر ضروري، الا ان الإسراف في ذلك وأسلوب وطريقة اختيار الأدوات المدرسية هو المشكلة التي نرى بعض مظاهرها فيما يلي:
قيام بعض الأسر بشراء الأدوات المدرسية بكميات كبيرة قبل بدأ الدراسة دون معرفة طلبات المدرسة، فيه إهدار للمال والوقت والجهد، حيث تكتشف تلك الأسر أن ما أحضروه لأبنائهم يختلف عن ما طلبته المدرسة.
أما المظهر الثاني فهو اقدام بعض الأسر على الشراء غير المتزن للأدوات المدرسية اما تحقيقا لرغبات أطفالها أو مباهة ومجارة للآخرين، فتجد ان الطالب/الطالبة يحصل على اكثر من موديل لكل نوع من تلك الأدوات المدرسية، إضافة الى اختيار تلك الأدوات ذات السعر المرتفع. ومما يزيد الأمر سؤال هو المتابعة المحمومة لكل ما هو جديد، والتخلص من تلك الأدوات القديمة حتى لو لم يتم استخدامها.
أما فيما يتعلق بالمدرسة، فنجد بعض المدرسين/المدرسات يطلب أدوات بمواصفات محددة دون أي تنازل، بل اننا قرأنا في إحدى الصحف إن مديرة إحدى المدارس طالبت -بإصرار- المدرسات أن يستخدمن دفتر تحضير من نوع خاص.
إن ترك تلك المظاهر دون تدخل لعلاجها، يؤدي الى العديد من المشكلات التي يمكن إيراد يعض منها فيما يلي:
1. تنمية النزعة الاستهلاكية لدى الطالب/الطالبة، فتصبح -بمرور الوقت- جزء من الشخصية، مما سيؤدي الى إيجاد جيل استهلاكي مستقبلا.
2. إثقال كاهل الأسر بالأعباء المادية لتلبية الاحتياجات المدرسية، خصوصا إذا وضعنا بالاعتبار غلاء وارتفاع أسعارها ، وان الإيفاء بتلك المتطلبات يحتاج الى ميزانية خاصة.
3. إن عجز الأسرة عن الإيفاء بتلك المتطلبات، يترك أثرا نفسيا سيئا على الطالب/الطالبة ويضع الأسرة في موقف حرج أمام الأبناء.
4. في أحيانا نادرة، قد يؤدي عدم قدرة بعض الأسر على الشراء ومجارة الآخرين، الى ارتكاب أبنائها بعض السلوكيات الانحرافية، كالسرقة مثلا للحصول على ما يحصل عليه أبناء القادرين.
إن الحل في نظري يتمثل في تأكيد القائمين على التعليم على المدارس التابعة لها بمراقبة ورصد الظاهرة، وكذلك التأكيد على المدرسين/المدرسات بان يراعوا أحوال الطلاب/الطالبات عند طلبهم للأدوات المدرسية.
كذلك يجب عدم السماح للطلاب/الطالبات بإحضار الأدوات المدرسية الغريبة التي تحمل صورا أو أشكالا مخلة.
كما ان تفهم الأسر وتعاونها مع المدرسة في ذلك الشأن له اكبر الأثر في معالجة تلك المشكلة.
تحياتي للجميع
الدخيل