dr. abdullah alfauzan
09-03-2008, 04:04 PM
تمثل الدراسات العلمية ونتائجها مؤشرا عاما على توجهات أفراد المجتمع حيال القضايا المدروسة لكنها غالبا ما تظل حبيسة الأدراج للأسف، لذلك أردت من هذا المقال أن أقدم بعض الهمسات العلمية التي تخرج هذه الدراسات من دائرة الأدراج إلى عقول القراء والقارئات الكرام، والآن دعوني أعرض لكم بعض هذه الهمسات مع التعليق عليها.
(1 )
الشباب ورأي البنت في زواجها
هل من حق الفتاة أن ترفض الزواج بالشخص الذي يختاره والدها؟ هذا السؤال طرحه الباحث الأمير عبدالعزيز بن سطام على عينة من طلاب الجامعات السعودية في المستويات الدراسية المختلفة وذلك ضمن مجموعة أخرى من الأسئلة في رسالته للماجستير والتي حملت عنوان " الآثار غير الأكاديمية للمرحلة الجامعية ".
لقد أظهرت نتائج الدراسة أن حوالي 87% من طلاب الجامعات يؤيدون حق الفتاة في الرفض، في حين يرى 10% من طلاب الجامعات وجوب انصياع الفتاة لاختيار والدها والموافقة عليه، أما النسبة المتبقية والبالغة 3% من طلاب الجامعات فلم يكن لهم رأيا محددا حيال هذه القضية.
جميل أن تؤيد الغالبية المطلقة من طلاب الجامعات حق الفتاة في رفض الزواج بالشخص الذي لا تريده فهذا يعكس تحولا مهما نحو منح المرأة حقها في تقرير مصيرها الزواجي. لكن الأجمل هو أن تتسع دائرة الوعي الاجتماعي لتحصل المرأة في مجتمعنا على كافة حقوقها المشروعة دون إفراط ولا تفريط.
(2)
المرأة السعودية والتعليم العالي
أظهرت نتائج نفس الدراسة أن هناك وعيا متناميا بحقوق المرأة في مجتمعنا. فقد تبين من نتائج الدراسة أن 67% من اجمالي العينة يؤيدون تمتع المرأة السعودية بنفس حقوق الرجل السعودي في متابعة التعليم العالي، بينما رفض 30% من اجمالي العينة هذه المساواة في متابعة التعليم العالي، أما النسبة المتبقية والبالغة 3% فلم يكن لهم رأي محدد حيال هذه القضية.
من يقيس المسافة بين مرحلة رفض تعليم المرأة في البدايات وبين المرحلة الراهنة ممثلة في اتجاهات هؤلاء الطلاب باعطاء المرأة السعودية المزيد من مجالات التعليم العالي سوف يدرك البون الشاسع الذي أحدثته برامج التنمية، وخاصة التعليم، بين المواقف والاتجاهات التقليدية والمعاصرة. وهنا لا يملك المرء إلا أن يردد مقولة " الجاهل عدو نفسه ".
(3)
عمل المرأة
وفي ذات الدراسة استطلع الباحث رأي طلاب الجامعات حول العبارة التالية: ليس من العدل منع المرأة من العمل خارج المنزل لكونها امرأة.
لقد أظهرت نتائج الدراسة أن 60% من اجمالي العينة لا يؤيدون منع المرأة من العمل خارج المنزل لمجرد كونها امرأة، بينما بلغت نسبة المؤيدين لمنع المرأة خارج المنزل 36%. أما النسبة الباقية والبالغة 4% فلم يكن لهم رأي محدد حيال هذه المسألة.
النتائج أعلاه تشير إلى تنامي نسبة المؤيدين لمشاركة المرأة السعودية في التنمية إما لوعيهم بأهمية دورها أو لأن الظروف المعيشية الصعبة وما تتطلبه من نفقات ربما دفعت باتجاه المزيد من التسامح الذكوري حيال هذه المسألة ... إذن مع مزيد من التعليم ومع مزيد من الحاجة تتبدل القناعات ... أليس كذلك؟.
(4)
اللهجة العامية
وفي نفس الدراسة طرح الأمير عبد العزيز بن سطام العبارة التالية لاستطلاع رأي طلاب الجامعات السعودية حيالها: اللهجة العامية واقع في حياتنا ونتيجة طبيعية لتطور اللغة ويجب الاهتمام بها في جامعاتنا بقدر الاهتمام بأي لغة أو لهجة.
نتائج البحث بينت أن 64% من طلاب الجامعات السعودية لا يؤيدون اهتمام الجامعات باللهجة العامية أو العناية بها، بينما بلغت نسبة المؤيدين لهذا الاهتمام من قبل الجامعات 29%. أما النسبة المتبقية والبالغة 7% فلم يكن لهم رأي محدد حيال هذه القضية.
شيء رائع بالفعل أن تتوافر هذه الغيرة على اللغة الفصحى و بهذا المدى الكبير بين طلاب جامعاتنا لكن السؤال الذي يطرح نفسه علينا في هذا المقام هو : كم من هؤلاء الطلاب يحرص على التحدث باللغة العربية الفصحى ويتحاشى الحديث بالعامية؟ للأسف المأمول شيء والواقع شيء آخر ... هذا والله المستعان.
الدكتور/ عبد الله محمد الفوزان
[email protected]
(1 )
الشباب ورأي البنت في زواجها
هل من حق الفتاة أن ترفض الزواج بالشخص الذي يختاره والدها؟ هذا السؤال طرحه الباحث الأمير عبدالعزيز بن سطام على عينة من طلاب الجامعات السعودية في المستويات الدراسية المختلفة وذلك ضمن مجموعة أخرى من الأسئلة في رسالته للماجستير والتي حملت عنوان " الآثار غير الأكاديمية للمرحلة الجامعية ".
لقد أظهرت نتائج الدراسة أن حوالي 87% من طلاب الجامعات يؤيدون حق الفتاة في الرفض، في حين يرى 10% من طلاب الجامعات وجوب انصياع الفتاة لاختيار والدها والموافقة عليه، أما النسبة المتبقية والبالغة 3% من طلاب الجامعات فلم يكن لهم رأيا محددا حيال هذه القضية.
جميل أن تؤيد الغالبية المطلقة من طلاب الجامعات حق الفتاة في رفض الزواج بالشخص الذي لا تريده فهذا يعكس تحولا مهما نحو منح المرأة حقها في تقرير مصيرها الزواجي. لكن الأجمل هو أن تتسع دائرة الوعي الاجتماعي لتحصل المرأة في مجتمعنا على كافة حقوقها المشروعة دون إفراط ولا تفريط.
(2)
المرأة السعودية والتعليم العالي
أظهرت نتائج نفس الدراسة أن هناك وعيا متناميا بحقوق المرأة في مجتمعنا. فقد تبين من نتائج الدراسة أن 67% من اجمالي العينة يؤيدون تمتع المرأة السعودية بنفس حقوق الرجل السعودي في متابعة التعليم العالي، بينما رفض 30% من اجمالي العينة هذه المساواة في متابعة التعليم العالي، أما النسبة المتبقية والبالغة 3% فلم يكن لهم رأي محدد حيال هذه القضية.
من يقيس المسافة بين مرحلة رفض تعليم المرأة في البدايات وبين المرحلة الراهنة ممثلة في اتجاهات هؤلاء الطلاب باعطاء المرأة السعودية المزيد من مجالات التعليم العالي سوف يدرك البون الشاسع الذي أحدثته برامج التنمية، وخاصة التعليم، بين المواقف والاتجاهات التقليدية والمعاصرة. وهنا لا يملك المرء إلا أن يردد مقولة " الجاهل عدو نفسه ".
(3)
عمل المرأة
وفي ذات الدراسة استطلع الباحث رأي طلاب الجامعات حول العبارة التالية: ليس من العدل منع المرأة من العمل خارج المنزل لكونها امرأة.
لقد أظهرت نتائج الدراسة أن 60% من اجمالي العينة لا يؤيدون منع المرأة من العمل خارج المنزل لمجرد كونها امرأة، بينما بلغت نسبة المؤيدين لمنع المرأة خارج المنزل 36%. أما النسبة الباقية والبالغة 4% فلم يكن لهم رأي محدد حيال هذه المسألة.
النتائج أعلاه تشير إلى تنامي نسبة المؤيدين لمشاركة المرأة السعودية في التنمية إما لوعيهم بأهمية دورها أو لأن الظروف المعيشية الصعبة وما تتطلبه من نفقات ربما دفعت باتجاه المزيد من التسامح الذكوري حيال هذه المسألة ... إذن مع مزيد من التعليم ومع مزيد من الحاجة تتبدل القناعات ... أليس كذلك؟.
(4)
اللهجة العامية
وفي نفس الدراسة طرح الأمير عبد العزيز بن سطام العبارة التالية لاستطلاع رأي طلاب الجامعات السعودية حيالها: اللهجة العامية واقع في حياتنا ونتيجة طبيعية لتطور اللغة ويجب الاهتمام بها في جامعاتنا بقدر الاهتمام بأي لغة أو لهجة.
نتائج البحث بينت أن 64% من طلاب الجامعات السعودية لا يؤيدون اهتمام الجامعات باللهجة العامية أو العناية بها، بينما بلغت نسبة المؤيدين لهذا الاهتمام من قبل الجامعات 29%. أما النسبة المتبقية والبالغة 7% فلم يكن لهم رأي محدد حيال هذه القضية.
شيء رائع بالفعل أن تتوافر هذه الغيرة على اللغة الفصحى و بهذا المدى الكبير بين طلاب جامعاتنا لكن السؤال الذي يطرح نفسه علينا في هذا المقام هو : كم من هؤلاء الطلاب يحرص على التحدث باللغة العربية الفصحى ويتحاشى الحديث بالعامية؟ للأسف المأمول شيء والواقع شيء آخر ... هذا والله المستعان.
الدكتور/ عبد الله محمد الفوزان
[email protected]