المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الخدمة الاجتماعية مع الأطفال المتعرضين للإيذاء


s.w.maryam
06-04-2010, 03:30 AM
الخدمة الاجتماعية مع الأطفال المتعرضين للإيذاء

بحث مقدم لمادة
الخدمة الاجتماعية مع الفئات الخاصة

إعداد الطالبة: مريم عباس الحرز

إشراف: د.علي مسلم



.................................................. ...............












تمهيد
إن المتابع للصحف اليومية، يرى كثيراً من قضايا إيذاء الأطفال، وهي قضية أثارت الجدل في الأوساط العلمية هل تعتبر ظاهرة أم أنها مجرد حالات فردية. ولكن بغض النظر عن هذا الجدل، فإن إيذاء الأطفال قضية تسترعي الاهتمام وهذا البحث يتناول الخدمة الاجتماعية مع الأطفال المتعرضين للإيذاء، فيتطرق في بدايته إلى تاريخ الاهتمام بظاهرة إيذاء الأطفال، ثم يستعرض مفهوم إيذاء الأطفال وأسبابه وآثاره، كما يتناول كيفية عمل الخدمة الاجتماعية مع حالات إيذاء الأطفال، وفي نهايته استعراض لعدد مشروعات وتدابير الوقاية من الإيذاء وعلاجه.






















أولاً: تاريخ الاهتمام بظاهرة إيذاء الأطفال:
"كانت عادة قتل الأطفال المولودين حديثاً مقبولة على نطاق واسع عند الشعوب القديمة كوسيلة مشروعة للتعامل مع الأطفال غير المرغوب فيهم، واشتملت طرق القتل على الإغراق والضرب والتخلي عن الطفل في العراء، والخنق والإحراق وغيرها.
وقد كانت الإناث أكثر تعرضاً للقتل من الذكور كما كان الحال عند العرب في الجاهلية. وقد مكنت السلطة المطلقة للأب عند الإغريق والرومان أن يتصرف في ذريته كيفما يشاء، وقد اعتبر مبدأ "بقاء الأصلح" من قبل أفلاطون وأرسطو وغيرهما، وسيلة ضرورية لتقوية السلالة، ولم تعتبر المجتمعات التي سبقت ظهور المسيحية الطفل كائناً إنسانياً إلا بعد القيام بطقوس معينة، كما أن كثيراً من المجتمعات مارست تقديم الأطفال كقرابين لتفادي الشر أوغيره، ولم يتحول الرأي العام في بلاد الإغريق والرومان عن قتل الأطفال حتى القرن الرابع حيث لعبت الكنيسة دوراً مهماً في تغيير النظر نحو قتل الأطفال، وطوال العصور الوسطى استمر قتل الأطفال و التخلي عنهم ليصيروا لقطاء أو يقعوا في الاسترقاق أو البغاء.
وفي القرن الثامن عشر، وأملاً في إنقاذ الأطفال الذين تخلى عنهم أهلهم، بدأت أولى الجهود لحماية الأطفال، وتمثلت في إنشاء ملاجئ اللقطاء في أوروبا، ولكن كانت معدلات الوفيات في هذه الملاجئ مابين 80% إلى 90%، وفي عام 1875 صدر قانون بإخراج جميع الأطفال من هذه الملاجئ، فانبعثت فكرة الأسر البديلة من خلال تبني الأطفال ولم يكن هذا التبني بدافع إنساني، وإنما كان يطرح شكلاً من أشكال الرق، فقد كان الأطفال يعملون لعدد من السنوات مقابل المأكل والمأوى.
وفي عام 1961 عقدت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال ندوة عن مشكلة انتهاك الطفل تحت إشراف دكتور Kemp والذي طرح مفهوم أعراض(الطفل المضروب) ليلفت الانتباه إلى خطورة المشكلة، وكانت هذه الشرارة التي أثارت الاهتمام الحالي بهذه المشكلة.
وقد بدأ اكتشاف ظاهرة إيذاء الأطفال من خلال مقالة نشرها عام 1964 باحث متخصص في أشعة الأطفال هو Johen Caffey ، عندما لاحظ علاقة متكررة بين النزيف الداخلي والكسور في عظام الساق في الأطفال وإيذاء الأطفال، وبنهاية حقبة الستينات كان هناك تشريع في أمريكا بالإلزام بالإبلاغ عن حالات انتهاك وإهمال الأطفال، وفي عام 1947 أقر الكونجرس الأمريكي قانون الطفل المنتهك والوقاية، وتم إنشاء المركز القومي للطفل المنتهك والمهمل، ثم ظهرت الكتابات من كتب ومقالات صحفية أو علمية، والتي تتحدث عن إساءة معاملة الأطفال.
وفي عام 1987 قامت جمعية علم النفس الأمريكية APA ممثلة في مجلس النواب بتبني قراراً يعارض إيقاع العقاب البدني في المدارس، وفي عام 1974 تبنى المجلس نفسه في APA قراراً يعنى خصيصاً بإيذاء الأطفال النفسي، مؤيدة بذلك ما تم في المؤتمر الدولي حول الإيذاء النفسي للأطفال والشباب الذي عقد 1983 تحت رعاية APA(الشهري2007: 19-23).
وبقراءة تاريخ هذه الظاهرة وتطور التعامل معها نجد أن الاهتمام بالطفل وحمايته من الإيذاء قضية مهمة، ولكن تختلف المجتمعات والثقافات في تعريفها للإيذاء وللسلوك المؤذي للطفل، وسنورد هنا تعريفاً للباحثة السعودية منيرة آل سعود والتي تناولت قضية إيذاء الأطفال في دراستها.

ثانياً: مفهوم إيذاء الأطفال
"يقصد بإيذاء الأطفال أي سلوك أو عمل متعمد متكرر، يصدر من قبل أحد الوالدين أو كليهما أو الآخرين المحيطين بالطفل أو من غرباء عن الطفل، تجاه أحد الأطفال في الأسرة أو جميعهم، ويتسبب في إحداث أي نوع من الأذى أو الضرر سواء بدنياً أو نفسياً أو جنسياً على الطفل"( آل سعود ،2005: 45).
وحسب اتفاقية حقوق الطفل، فالطفل هو "كل إنسان لم يتجاوز الثامنة عشرة ما لم يبلغ سن الرشد قبل ذلك بموجب القانون المنطبق عليه"(/www.unicef.org).
في التعريف أن إيذاء الأطفال لابد أن يكون متعمداً، ولكن أرى أنه أحياناً لايتعمد الشخص المسيء إلحاق الأذى بالطفل، ولكن جهلاً منه بطرق وأساليب التعامل مع الأطفال وخاصة في حالة الآباء الجاهلين بهذه الطرق، كما أرى أن الإيذاء ليس بالضرورة أن يكون متكرراً، ففي بعض الحالات يقع الإيذاء مرة واحدة على الطفل، لكن تكون آثاره جسيمة، كتعرض الأطفال للاختطاف أو الاعتداء الجنسي من خارج الأسرة.
وللإيذاء أنواع متعددة سنوردها فيما يلي

ثالثاًً: أنواع الإيذاء
" 1. الإيذاء الجسدي Physical Abuse : هو حدوث أذي بدني عمدي نتيجة استخدام الوالدين أو القائمين على رعاية الطفل أساليب عنيفة وقاسية. ويندرج تحت هذا النوع من الإيذاء مايلي:
_ الضرب باليد أو الكفوف Hitting
_ رمي الطفل بقوي Throwing
_ الرفس بالرجل Kicking
_ الخنق Choking
_ الكدمات أو العض Biting
_ الضرب بأي آلة أو شي Beating with an object
_ الحروق إن كان باستخدام أداة حامية أو سيجارة مشتعلة ..الخ.
_ السلق – وهي شكل من أشكال الحرق يكون بماء أو أي سائل ساخن Scalding
_ إغراق الطفل في الماء.
_ ربط الطفل من أعلي إلي أسفل.
_ تجويع الطفل أو إنقاص طعامه" (صابر علي وآخرون ،غير معروف: 15).

"2. الإيذاء النفسي Psychological Abuse: وهو أي قول أو فعل يصدر من أي شخص، ويتسبب في إحداث أي نوع من الضرر النفسي للطفل، يؤثر في نموه وشخصيته مثل: السخرية من الطفل أو نبذه أو تهديده أو تخويفه أو حرمانه من العطف أو غير ذلك"(الشهري،2006: 17).

3. الإيذاء الجنسي Sexual Abuse : " هو استخدام الطفل لإشباع الرغبات الجنسية لبالغ أو مراهق . وهو يشمل تعريض الطفل لأي نشاط أو سلوك جنسي ، ويتضمن غالباً التحرش الجنسي بالطفل من قبيل ملامسته أو حمله على ملامسة المتحرش جنسياً. ومن الأشكال الأخرى للاعتداء الجنسي على الطفل المجامعة وبغاء الأطفال والاستغلال الجنسي للطفل عبر الصور الخلاعية والمواقع الإباحية"(مجيد ، 2008 : 100-101).
4. إهمال الأطفال Child neglect : "هو نمط سلوكي يتصف بإخفاق المسئ تقديم احتياجات الطفل الجسدية والعاطفية مثل الطعام، المأوى، الملبس، والرعاية.
وللإهمال ثلاثة أشكال: الجسدي والتربوي والعاطفي، ففي الإهمال الجسدي يكون هناك إخفاق بتقديم الطعام واللباس الكافيان، وعدم تقديم الرعاية الطبية الضرورية، وعدم توفير الحماية من تقلبات الطقس، وقد يصل الإهمال لمرحلة التخلي الكامل عن الطفل وطرده خارج المسكن، وفي الإهمال التربوي يكون هناك إخفاق بتوفير الدراسة الأساسية للطفل والاحتياجات التربوية لإتمامها مما يؤدي إلى تسرب الطفل من المدرسة، وفي الإهمال العاطفي يكون هناك إخفاق بتقديم الحنان والحب والدعم للطفل، أو حدوث عنف منزلي بحضوره، أو الإدمان على الكحول أو المخدرات من قبل البالغين ومشاركته في ممارسات هذا الإدمان"(الخالدي، 2008: 92).
وهنا أرى أنه أحياناً تتداخل أنواع الإيذاء، فجميع أنواع الإيذاء دون استثناء تؤدي للإيذاء النفسي كأثر من آثارها، كما أن الإيذاء الجنسي أحياناً قد يتضمن إيذاء جسدياً كالعض أو الكسر وغيرها. ولكن ما هي الأسباب المؤدية لإيذاء الطفل. في النقطة التالية سنتناول العوامل المسببة للإيذاء.

رابعاً: العوامل المسببة لإيذاء الطفل:
يرى الدكتور عطا الله الخالدي أن"الإساءة تتولد نتيجة تفاعل عوامل خطورة تترواح بين الأطفال أنفسهم وعائلاتهم والمحيط الذي يسكنون فيه، ويؤكد أن وجود عوامل الخطورة بعائلة معينة لايعني بالضرورة أن تؤدي إلى الإساءة أو الإهمال، وذلك بسبب تعدد العوامل وتفاعلها، ويصنف الدكتور الخالدي عوامل الخطورة لوجود الإساءة والإهمال حسب ارتباط هذه العوامل بالوالدين، بالطفل، بالعائلة، أو بالمحيط الذي يسكن فيه الطفل.
1. العوامل المرتبطة بالوالدين:
_ إحدى الحقائق المتفق عليها أن الشخص المسيء لأطفاله، في الأعم الأغلب يكون قد أسيء له جسدياً ، عاطفياً، أو جنسياً، أو يكون قد أهمل وهو طفل ، ويجب هنا عدم التعميم والافتراض أن كل شخص أسيء له وهو طفل سيكون والداً مسيئاً في المستقبل.
_ وعلى الرغم من أن كثيراً من الأشخاص المسيئين لأطفالهم يعانون من اضطرابات عاطفية أو سلوكية، إلا أن الأمراض النفسية تلعب دوراً ضئيلاً في حصول الإساءة والإهمال، ولايوجد نمط معين تتصف به شخصية المسيء أو تميزها عن غيرها من الشخصيات، إلا أن المسيء قد يتصف بعدم احترامه لنفسه، تدني الذكاء، الاندفاع وعدم ضبط النفس، العدائية، الانعزالية، التوتر، الكآبة،اللامبالاة،القسوة والصرامة، عدم تحمل الإحباط، الأنانية، عدم النضوج، الارتياب بالآخرين، التعود على الكحول أو المخدرات، إساءة استخدام المواد، أو السلوك الجرمي .
_ غياب المعرفة والمهارات لدى الوالدين قد تؤدي للإساءة والإهمال، وتشمل افتقار المهارة الأبوية مثل فرط التأديب أو العقاب الجسدي، غياب مهارات التواصل الشخصي مع الآخرين، غياب المعرفة لدى الوالدين بنمو وتطور الطفل، القناعة بأن الطفل ماهو إلا ملكية خاصة للوالدين، أو القناعة بأن العنف هو السبيل الأمثل لحل أي مشكلة.
_ توافر ظروف معينة قد يمر بها الوالدان تزيد من خطورة حدوث الإساءة ، والتي تشمل ولادة غير مرغوب فيها، حدوث مرض جسدي لدى أحد الأبوين، الزواج المبكر، الوالدة الوحيدة كالمطلقة أو الأرملة، وجود زوج الأم أو زوجة الأب، وفاة أحد الوالدين.

2. العوامل المرتبطة بالطفل:
_ بعض الأطفال وبسبب صغر حجمهم ومرحلة نموهم المبكرة يكونون عرضة لمتلازمة الطفل المعذب، متلازمة الطفل المهتز، أو إخفاء النمو غير العضوي.
_ الأطفال الذين يعانون من انخفاض الوزن عند الولادة لديهم احتمال أكبر للتعرض للإساءة.
_ الطفل الذي يتصف سلوكه بالبكاء الشديد وعدم الاستجابة يزيد من احتمالية تعرضه للإساءة.
_ بعض الأطفال الذين يعانون من مرض دائم أو إعاقة دائمة قد لايجدون الرعاية الكافية بل وقد يتعرضون للإساءة من الأمهات اللواتي يعانين من اضطراب عاطفي.
_ الأطفال الذين يعانون من الانعزال الاجتماعي يتوافر لديهم عوامل خطورة لتعرضهم للإساءة والإهمال أكثر من غيرهم"(الخالدي ، 2008: 99 -101).

3. العوامل المرتبطة بالأسرة:
"_ غياب الرقابة الأسرية على الطفل مما يجعله أكثر عرضة للإيذاء من الخارج.
_ عدم التماسك في الأسرة ، والعزلة الاجتماعية التي تعيشها قد تؤدي إلى حدوث الإيذاء للأطفال في هذه الأسر.
_ التوتر داخل الأسرة قد يؤدي إلى أن يكون الطفل فيها ضحية للإيذاء
_ يتعرض الأطفال في الأسر المتصدعة والأسر الممتدة أكثر من غيرهم للإيذاء.




4. العوامل بالمجتمع المحيط بالطفل:
_ تقبل المجتمع للعنف، أو وجود صور منه في المجتمع الذي تعيش فيه الأسرة، كالعنف المشاهد على شاشات التلفاز مثلاً أو معدلات الجريمة المرتفعة.
_ انتشار الفقر في العديد من بلدان العالم الثالث، حيث يعيش معظم سكان هذه البلدان تحت خط الفقر، وهذا يجعل الأسر في هذه البلدان ربما تضحي بكل شئ في سبيل الحصول على لقمة العيش.
_ التوجهات السياحية للعديد من المجتمعات الفقيرة، ومحاولة هذه المجتمعات تقديم المغريات لجلب السائحين من الدول الغنية، وقد أدت هذه التوجهات إلى تجاهل العديد من تلك الأقطار للكثير من التجاوزات الأخلاقية بهدف الحصول على المال، وهذا من شأنه أن يغري الأطفال إلى الانخراط في الأنشطة غير الأخلاقية.
_ انتشار وسائل التقنية الحديثة، مثل القنوات الفضائية والانترنت، هذه الوسائل ساهمت إلى حد كبير في تفاقم العديد من مشكلات الاستغلال الجنسي للأطفال.
_ ساهم التوجه الاقتصادي العالمي، وعولمة الأنشطة الاقتصادية في إحداث حرب إعلانية واسعة بين الشركات التجارية في كافة أنحاء العالم، مما جعل العديد من تلك الشركات توظف كافة إمكاناتها لتحقيق الأرباح المالية حتى لو كان ذلك على حساب الأطفال( الشهري، 2006: 56-58).
إن تضافر هذه العوامل واجتماعها يمثل عامل خطورة كبير في أن يكون الطفل عرضة للإيذاء، وقد يكون أحدها فقط سببا ً كافيا ً لأن يكون الطفل ضحية، لكنني أرى أن الأسرة غالبا ً ماتكون المسبب الأول والرئيس للإيذاء، لذلك ينجم عن تعرض الطفل داخلها للعنف آثاراً متعددة قد يمتد بعضها إلى نهاية العمر.

خامساً: الآثار الناتجة عن إيذاء الأطفال:
1. الآثار الجسدية:
_ الألم والمعاناة الصحية الناجمة عن الإصابة البدنية، بالإضافة إلى أن تكرار الاعتداء البدني على الطفل بشكل مستمر ومتكرر قد ينتج عنه إلحاق ضرر بالدماغ، فقدان حاسة السمع أو البصر ، التخلف العقلي، تأخر النمو ، الشلل ، الغيبوبة الدائمة ، الموت(مجيد، 2008: 112).
_ الإجهاد المزمن (صابر علي وآخرين ، غير معروف: 28).
_ الصداع المتكرر
_ الشكوى من الآلام المتكررة
_ بالنسبة للإيذاء الجنسي فإنه يؤدي إلى آلام غير طبيعية، مثل الانتفاخ في بطن الطفلة، النزيف من مناطق الأعضاء الجنسية، التهابات الفم والأعضاء التناسلية، الالتهابات البولية، الإصابة بالأمراض الجنسية كالزهري والسيلان والإيدز(الشهري، 2006: 63-64).

2. الآثار النفسية والسلوكية:
_ العدوانية المفرطة، والسلوك الهجومي والمخرب مع الآخرين.
_ مشاكل النوم والكلام
_ الأمراض النفسية كالوساوس والمخاوف والهستيريا والتبول اللاإرادي وقضم الأظافر .
_ يصف الطفل نفسه بعبارات سلبية
_ الخجل والخنوع والسلبية
_ الشعور بالوجل أو الفزع عندما يبكي الأطفال الآخرون
_ الكذب والسرقة من الآخرين.
_ العجز عن التعبير والإفصاح عن المشاعر.
_ يبدي خوفاً من الكبار بشكل عام(مجيد، 2008: 92-112).
_ سلوكيات تدمير الذات، وتعمد جرح النفس، والأفكار الانتحارية.
_ تغير مفاجئ في شخصية الطفل.
_ بالنسبة للإيذاء الجنسي قد يؤدي بالطفل إلى الاستخدام المفاجئ لكلمات جنسية أو تسميات جديدة لأعضاء الجسم الخاصة، والتولع الجنسي المبكر، والاهتمام المفاجئ بالمسائل الجنسية سواء من ناحية الكلام أو التصرفات(بطرس، 2008: 552-553).
_ أيضاً بالنسبة للإيذاء الجنسي بشكل خاص يكون هناك خوف من التعرض للمس من قبل شخص بالغ(الشهري،2006: 65).

3. الآثار الاجتماعية:
_ ضعف واضح في التعاطف مع الآخرين( الجبرين، 2005: 158).
_ الاعتياد على الهروب من المنزل.
_ غير قادر على تمييز الحدود الاجتماعية مع الآخرين فهو إما يتلافى ملامستهم أو ودود معهم بشكل مفرط.
_ يتغيب أو يتأخر عن المدرسة بشكل متواصل بدون تقديم عذر أو تبرير مقنع من والديه. بالإضافة إلى أنه يأتي للمدرسة مبكراً وينزعج وقت الانصراف والعودة للمنزل.
_ عجز الطفل عن إنشاء صداقات مع أقرانه وضعف مهاراته الاجتماعية، بالإضافة إلى الصعوبة في الانسجام مع الآخرين.
_ وعلى المدى البعيد قد يصبح الأطفال الضحايا آباء مسيئين، أو يؤدي بهم إلى الأمراض العقلية والنفسية والتشرد والبطالة في فترة الشباب( مجيد، 2008: 92-112).
كما رأينا فإن الآثار النفسية والسلوكية قاسم مشترك بين جميع أنواع الإيذاء، مما يفاقم المشكلة، ويصعب تشخيصها واكتشافها، وعلى الأخصائي الاجتماعي أن يعي دوره في اكتشاف حالات إيذاء الأطفال من خلال مهارته في اكتشاف آثار الإيذاء ومؤشراته، وسنتطرق للخدمة الاجتماعية مع حالات إيذاء الأطفال فيما يلي.

سادساً: الخدمة الاجتماعية مع الأطفال المتعرضين للإيذاء
1. خدمة الفرد مع الأطفال المتعرضين للإيذاء
"إن الخطوة الأولى للعمل المهني مع الأطفال المشتبه تعرضهم للإيذاء تتحد في معرفة أن مشكلة الإيذاء موجودة بالفعل، فمن الأهمية تحديد المشكلة التي يعاني منها الطفل وهي الإيذاء، بالإضافة إلى تحديد جميع الجوانب المرتبطة بها ، كنوع الإيذاء، ومدى تكراره، ومدة استمراريته، ومصدرة، وكيفية اكتشافه، ومعرفة الآلام التي يعاني منها الطفل، ورغبته في إيقافها وإيجاد حلول لها، وذلك يتم ياستخدام عمليات خدمة الفرد : دراسة الحالة، التشخيص ، التدخل العلاجي.
ففي دراسة الحالة يقوم الأخصائي الاجتماعي المسئول في البداية بإجراء المقابلة الأولية، ويتم أخذ جميع البيانات الأولية الخاصة بالطفل خلال هذه المقابلة ، حيث يجب أن يحاول الأخصائي الاجتماعي من خلال المقابلة الأولى مع أسرة الطفل المتعرض للإيذاء أن يجمع أكبر قدر من المعلومات الدقيقة حول تاريخ حادثة الإيذاء المتعرض لها الطفل بغرض تحديد ماإذا كان تعريض الطفل للإيذاء قد حدث فعلاً أم لم يحدث، وإذا كان قد حدث فما هي احتمالية تكرار حدوثه،ومعرفة الشخص المتسبب في الإيذاء، والإجراء الذي تم اتخاذه نتيجة لذلك.
بالإضافة إلى وضع تصور لمدى تأدية الأسرة لوظائفها ، وتحديد جوانب القوة والضعف في تأدية الأسرة لوظائفها.
وتمكن هذه الإجراءات الأخصائي الاجتماعي من إثبات الاشتباه الموجود لديه عن المتسبب في وقوع الإيذاء على الطفل ، وذلك ليس فقط عن طريق تقييم حالة الطفل بل أيضاً بتقييم علاقة الطفل بوالديه.
ويفضل عندما يقابل الأخصائي الطفل أن يكون ذلك في أماكن كالمدرسة أو دور الرعاية مثلاً حتى يتمكن الطفل من الحديث بحرية أكبر ودون خوف. ثم يقوم الأخصائي بمقابلة الوالدين والأفراد أصحاب العلاقة داخل الأسرة حتى يتمكن من تحديد المشكلة تحديداً دقيقاً .
وفي المقابلات التالية يحاول الأخصائي الاجتماعي بناء علاقة مهنية سليمة مع الطفل حتى يتمكن من إزالة مشاعر الخوف والقلق لديه مما يساعد على تقبل الطفل للأخصائي وثقته به.
إلا أنه من المحتمل أن يواجه الأخصائي بعض الصعوبات في ذلك، حيث أن الطفل قد لايكون لديه إدراك بأن مايحدث معه لايحدث مع أي شخص ، وبذلك فإن المشاركة في المشاعر والتجارب الذاتية هي عبارة عن معوقات له ، وبالفعل فإنه من العقاب المستمر للطفل في الأسر المختلة وظيفياً ، وعندما يصبح الأطفال مدركين بأن خبرتهم مختلفة عن الآخرين، فإن ذلك يؤدي بهؤلاء الأطفال إلى الخوف من الإبلاغ عنها إما لخوفهم من السخرية أو العقاب ، وذلك يجعل تفاعلهم مع الأخصائي الاجتماعي غير يسير.
هذا بالنسبة لمرحلة دراسة الحالة، أما في مرحلة التشخيص فإنه نظراً لصعوبة تشخيص الإيذاء الواقع على الطفل فإنه لابد أن يكون الأخصائي الاجتماعي في التشخيص المبدئي لحالة الطفل المتعرض للإيذاء معداً للقيام بالآتي :
_ مقابلة الطفل وملاحظة مؤشرات الصحة العقلية والمشكلات الاكلينيكية سواء له أو لأسرته والتي توحي بتعرض الطفل للإيذاء.
_ الاستعانة بالمتخصصين ولاسيما الأطباء لتحديد مدى الحاجة لكتابة تقرير عن حالة الطفل المتعرض للإيذاء سواء لمؤسسات خدمات حماية الطفل أو سلطات القانون.
_ القدرة على الاستجابة للحاجات العاطفية للطفل وأسرته .
وهذه الجوانب تساعد الأخصائي في الوصول إلى تشخيص دقيق للحالة.
ومن الممكن أن يستعين الأخصائي ببعض المقاييس الاجتماعية والنفسية في حالة وجودها ، وفي حالة تناسبها مع وضع الطفل ، لقياس مدى تعرضه للإيذاء.
كما أن هناك طريقة أخرى للتشخيص ، عن طريق ملاحظة سلوك الطفل وإن كانت صعبة التنفيذ، ويعود ذلك إلى أن أعراض السلوك المرتبط بتعرض الطفل للإيذاء مشابهة لأعراض أخرى تظهر مع المشكلات السلوكية ، أو صعوبات الانتباه أو المشكلات التعليمية لدى الطفل.
وبعد التشخيص الدقيق للمشكلة على الأخصائي الاجتماعي أن يقوم بتحديد الأهداف العلاجية ، ويقوم بمناقشتها مع الطفل إذا كان قادرا على ذلك ، أما إذا كان صغير السن فإنه لابد للأخصائي من تحديد أهم هذه الأهداف والبدائل المتوافرة بالاعتماد على عدة جوانب:
_ إمكانات المؤسسة التي يعمل بها الأخصائي، ودوره فيها والصلاحيات المتاحة له.
_ الأنظمة والقوانين والتشريعات الخاصة بالمجتمع الذي يوجد به، سواء الخاصة بحماية الأطفال المتعرضين للإيذاء، وكذلك الخاصة بعقوبة المعتدي.
_ مدى وجود مؤسسات أو أسر بديلة يمكن أن يعيش الطفل داخلها.
_ مدى وجود خطر على الطفل من استمرار عيشه لدى أسرته
_ مدى التأكد ومدى القدرة على الإثبات بأن ماتعرض له الطفل يعد إيذاء، وتحديد مصدره في حالة إثبات تعرض الطفل للإيذاء.
_ تحديد هل المتسبب في الإيذاء هو أحد الوالدين أو أحد أفراد الأسرة أو المحيطين بالطفل أو غرباء عن الطفل. وفي حالة كون المتسبب في الإيذاء من خارج الأسرة فبالإمكان إشراك الأسرة في حماية الطفل من تكرار الإيذاء. أما إن كان من داخل الأسرة ففي هذه الحالة قد يواجه الأخصائي صعوبة في حماية الطفل وخاصة كلما قل عمر الطفل.
بعد ذلك يقوم الأخصائي الاجتماعي بترجمة الأهداف العلاجية إلى تدخل ، إما مباشر أو غير مباشر.
وفي حالة التدخل لمباشر يكون العمل مع الطفل وأسرته.
أما التدخل غير المباشر فيكون مع المهنيين أصحاب العلاقة كالأطباء والأخصائيين النفسيين والمحامين والشرطة والقضاة.
ويعرف العلاج الاجتماعي للأطفال المتعرضين للإيذاء بأنه المحاولة التي يقوم بها الأخصائي الاجتماعي للتأثير الإيجابي في شخصية الطفل، أو في الظروف المحيطة به بغرض تحقيق مستوى أداء أفضل لوظيفته ودوره الاجتماعي وكذلك بغرض تحقيق مزيد من الاستقرار الممكن للأوضاع الاجتماعية المحيطة به.
ويمكن للأخصائي الاجتماعي استخدام نموذج التدخل في الأزمات عند تعرض الطفل للأذى باعتبار أن هذه المشكلة تمثل أزمة تحتاج إلى تدخل سريع، وذلك حتى يتم إيقاف الاستمرار في ممارسة الإيذاء على الطفل وحمايته .
وهناك من يرى أنه من الأهمية أن يدرك الأخصائيون الاجتماعيون المهنيون الحاجة إلى القيام بالتدخل المهني المهني النفسي والاجتماعي سواء للطفل أو لأسرته في الحالات المشتبه لتعرض الطفل فيها للإيذاء بغرض تحقيق التأثير الإيجابي بما فيه مصلحة الطفل.
وقد تم استخدام العلاج المركز على الإيذاء Abuse focused therapy من قبل بعض المهنيين كأحد الأساليب للتعامل مع الأطفال الذين تعرضوا للإيذاء، مما أثر في قدرتهم على رعاية أنفسهم وأدى إلى تفاعلهم مع المحيط بشكل سلبي. وفي هذا النموذج يتم إبدال وتحويل الجوانب المرتبطة بالإيذاء في داخل الطفل، وتزويده بتجربة جديدة سليمة أخرى، غير التي سبق أن عاشها وتكون هذه التجارب إما معرفية أو عاطفية أو سلوكية أو أنها تشمل الجوانب الثلاث.
ويجب أن تكون الخطوة التالية في التدخل المهني تقديم العلاج النفسي للطفل وللمعتدي ولأفراد الأسرة على أن يكون العلاج عميقاً وطويل المدى في حالة الأطفال الذين تعرضوا للإيذاء من الدرجة الخطيرة(آل سعود،2005 : 168-183).

2. خدمة الجماعة مع الأطفال المتعرضين للإيذاء:
"ويتم بوجود مجموعة من الأطفال يعانون من الإساءة بأنواعها، بحيث يتم تطبيق شروط الجماعة، والجماعة هنا تعطي الطفل الخبرة للمشاركة مع الجميع في المعلومات والاستفادة من خبرات الآخرين، ويجدد الشعور ويحصل على الدعم والتشجيع من الآخرين، ويجدر الإشارة إلى أن معالجة المشكلات الخاصة ضمن إطار اجتماعي من شأنه أن يزيد ثقة الطفل بنفسه، وتمكينه من التعبير عن مشاعره ضمن موقف اجتماعي وفي جو يتسم بالتسامح والتقبل(الخالدي، 2008: 112).



3. الإرشاد الأسري لأسر الأطفال المتعرضين للإيذاء:
"ويتضمن التدخل العلاجي مع أسرة الطفل المتعرض للإيذاء حل الصراعات العائلية القائمة، تخفيف أعراض الأزمة النفسية التي يعاني منها الوالدين جراء تعرض طفله للإيذاء، وتثقيفهم بكيفية مساعدة الطفل(الخالدي، 2008: 113).
كما يتم التدخل الإرشاد الأسري من خلال تمكين الوالدين من تصحيح وتعديل الأوضاع المؤذية لأطفالهم ، وأهمية قيامهم بأدوارهم الوالدية، وتوفير خدمات اجتماعية مختلفة تساعد على حفظ توازن واستقرار هذه الأسرة ، بالإضافة إلى الحفاظ على الأسرة ودعمها.
كما يتم تعليم الوالدين طرق ملائمة وغير عقابية للتأديب، وإكسابهم مهارات لحل الصراع ، والحصول على مزيد من المعرفة عن حاجات الأطفال للنمو(آل سعود، 2005: 184).

4. تنظيم المجتمع مع حالات إيذاء الأطفال:
_ المطالبة بإيقاع العقاب على المعتدي وفقاً للشريعة الإسلامية والقوانين المعمول بها في البلد(آل سعود، 2000: 188).
_ المساعدة في التنسيق بين الجهود الحكومية والأهلية في مجال حماية الأطفال من الإيذاء.
_ المساعدة في رفع مستوى الخدمات المقدمة من الجهات المسئولة عن حالات الإيذاء عن طريق تشجيع برامج التدريب والمؤتمرات والبحوث.
_ المساعدة في نشر الوعي الاجتماعي بظاهرة إيذاء الأطفال وخطورتها وسبل الوقاية منها وذلك عن طريق المحاضرات والندوات والحملات الإعلامية(جودت وآخرون، 2001: 132).

5. السياسة والتخطيط لحالات إيذاء الأطفال:
_ينبغي على الأخصائي الاجتماعي أن يشارك في إيجاد القوانين والتشريعات لحماية الطفل، ولضمان استمرارية الخدمات الاجتماعية والنفسية والصحية المقدمة للأطفال المتعرضين للإيذاء.
_ تطوير برنامج للوقاية من تعرض الأطفال للإيذاء يتضمن: تطوير منهج متوازن، وإيجاد أدوات للتدريب لتنمية صفات الطفل الإدراكية وقدراته التعليمية.
_ تطوير برامج طويلة المدى متكاملة مع مناهج الدراسة العادية.
_ تطوير وزيادة الخدمات الإرشادية الخاصة بالوالدين في كيفية التنشئة السليمة لأطفالهم.
_ التأكيد على ضرورة إبلاغ الطفل عن تعرضه للإيذاء (آل سعود، 2005: 188).

6. البحث الاجتماعي لحالات إيذاء الأطفال:
إن إجراء البحوث الاجتماعية لمعرفة أسباب العدوان والعوامل المؤدية لممارسته يساعد في الوقاية من الإيذاء وإيجاد طرق لمعالجته(آل سعود، 2005: 188).

وأرى أن الخدمة الاجتماعية لو فعلت بشكل صحيح في المجتمع وخاصة الإرشاد الأسري في كيفية التعامل مع الأطفال فإن ذلك قد يقلل من تعرض الأطفال للإيذاء، وقد حاولت المملكة في السنوات الأخيرة العمل على إيجاد تشريعات وبرامج خاصة لحماية الأطفال من الإيذاء ، وسأذكر جزءاً منها.


سابعاً : حماية الأطفال من التعرض للإيذاء ، ورعاية الأطفال المتعرضين للإيذاء في المملكة:
سنستعرض بشكل موجز عن أهم القوانين والتدابير والمشروعات المقامة في المملكة للتصدي لإيذاء الأطفال:
1. برنامج الأمان الأسري الوطني:
تم إنشاء برنامج الأمان الأسري الوطني بناءً على الأمر السامي رقم 11471/م ب الصادر بتاريخ 16/10/1426 هـ الموافق 18/11/2005 م كبرنامج وطني يحظى بدعم مادي من حكومة خادم الحرمين الشريفين، ويرتبط إدارياً وتنظيمياً بالشئون الصحية بالحرس الوطني.
تترأس برنامج الأمان الأسري الوطني صاحبة السمو الملكي الأميرة/ صيتة بنت عبد العزيز - حفظها الله- ، فيما تتولى صاحبة السمو الملكي الأميرة/ عادلة بنت عبد الله بن عبد العزيز- حفظها الله- منصب نائب الرئيس، وقد أسندت مهمة المدير التنفيذي لبرنامج الأمان الوطني للدكتورة/ مها بنت عبدالله المنيف. http://nfsp.org.sa/index.htm.

2. لجنة الأسرة بالجمعية الوطنية لحقوق الإنسان http://www.nshrsa.org/index.php?LID=1

3. اللجنة الوطنية للطفولة والتابعة لوزارة التربية والتعليم:

4. مهـــــام اللجنــة :
• اقتراح السياسات العامة والخطط الإستراتيجية للدولة في مجال رعاية الأطفال وحمايتهم ورفعها إلى مجلس الوزراء لاعتمادها .
• وضع البرامج والمشروعات المتعلقة برعاية الأطفال بالتنسيق مع الجهات الحكومية ذات العلاقة .
• دعم الجهود التي تقوم بها الجهات الحكومية المختصة بالطفولة وتنسيقها ، والتوصية بما يمكن أن تقوم به كل جهة في نطاقها ، ومساعدتها في التخطيط لبرامجها ونشاطاتها التي تعزز أوجه الرعاية المقدمة للأطفال .
• دعم البحوث والدراسات المتعلقة برعاية الأطفال وحمايتهم وتشجيعها .
• نشر الوعي التربوي والاجتماعي بحقوق الأطفال على نحو يمكن من حسن الاستجابة لحاجتهم وفق مراحل نموهم .
• وضع القواعد المنظمة والمشجعة لإنشاء جمعيات أهلية لرعاية الأطفال وتأهيلهم ، وذلك بالتنسيق مع الجهات المختصة .
• وضع القواعد المنظمة لحماية الأطفال من الإيذاء ، ومتابعة تطبيقها ، بناء على السياسة العامة للدولة في هذا المجال .
• متابعة تنفيذ الأجهزة المعنية للسياسات العامة والاستراتجيات والخطط والقرارات المعتمدة وإعداد التقارير الدورية اللازمة عن ذلك .
• التقويم المستمر للسياسات والخطط الموضوعة في مجال الطفولة .
• التعاون والتنسيق في مجال رعاية الأطفال وحمايتهم مع المنظمات الدولية المتخصصة والمجالس واللجان المشابهة في الدول الأخرى .
• الإشراف على مشاركة المملكة في المؤتمر والندوات والملتقيات المتعلقة بالطفولة .
• رفع تقارير سنوية إلى مجلس الوزراء عن وضع الطفولة في المملكة ، وإنجازات اللجنة ، والعقبات التي تواجهها ، والاقتراحات للتغلب على تلك العقبات http://childhood.gov.sa/vb/index.php
4. دور الحماية الاجتماعية التابعة لوزارة الشئون الاجتماعية
5. مشروع نظام الحد من الإيذاء:
أهداف المشروع:
سيكون هذا المشروع موجهاً لتحقيق الهدف الرئيس التالي:

"توفير الحماية للمرأة والطفل من الإيذاء في المملكة العربية السعودية وذلك من خلال تحقيق:

أولاً: وضع تصور لنظام لحماية المرأة والطفل من الإيذاء في المملكة العربية السعودية.

ثانياً: وضع تصور لتنظيم الهيئة الوطنية لحماية المرأة والطفل من الإيذاء.
ثالثاً: إعداد مقترح للوائح تنفيذية خاصة بالإيواء، وتلقي البلاغات، والتراخيص المهنية في مجال الحماية من الإيذاء، والميثاق الأخلاقي للممارسين الإكلينيكيين في مجال الحماية من الإيذاء، والدراسات والبحوث، والتدريب والتأهيل في الهيئة الوطنية لحماية.
المرأة والطفل من الإيذاء
رابعاً: إعداد مقترح آليات التعامل مع الإيذاء من قبل المؤسسات الاجتماعية والمدارس والمستشفيات وأقسام الشرطة ( الدامغ ، غير معروف ، مقال منشور في الانترنت)
6. تجربة جمعية النهضة النسائية الخيرية(حملة لنحميهم لانؤذيهم ):
وهي حملة تثقيفية توعوية إرشادية تستهدف الأسرة في منطقة جغرافية محددة وتم اختيار منطقة منفوحة لتنفيذ البرنامج والذي سيشمل الأنشطة والبرامج والخدمات والاستشارات المرتبطة بموضوع الحملة أو المشاكل الأخرى التي تتعرض لها الأسر المستهدفة. وسوف يتم تركيز الحملة على أحد الأحياء لما تراه الجمعية من أهمية لتوعية مواطنيها من مخاطر العنف الأسري وطرق الوقاية منهم. ( قرص خاص بالحملة).

















ثامناً : مثال تطبيقي
( س.ع) طفلة عمرها 6 سنوات ، حولها طبيب الأطفال للأخصائية الاجتماعية بسبب إصابتها بالسيلان.
وبعد إجراء المقابلة مع الطفلة تبين أنها كانت تتعرض ولمدة عام كامل للاعتداء الجنسي ، لكن الآثار النفسية كانت سيئة جداً، فقد كانت خائفة، متكتمة، ترفض الحديث، وقد لاقت الأخصائية الاجتماعية صعوبة في معرفة المعتدي.
في المقابلة الأولى مع الطفلة ووالديها تم جمع المعلومات الأولية ، وقد استخدمت الأخصائية نموذج التدخل في الأزمات مع والدي الطفلة.
وقد تم عمل برنامج علاجي شامل للطفلة يشمل العلاج الطبي من مرض السيلان ، وعمل جلسات علاجية مع فريق متخصص يضم الطبيب النفسي والأخصائي النفسي والأخصائي الاجتماعي للطفلة.
كما تم إدراجها في جماعة علاجية مع أطفال تعرضوا للاعتداء ، وتم استخدام أسلوب العلاج باللعب ، والعلاج بالقراءة لهذه المجموعة .
أيضاً تم عمل جلسات إرشادية للوالدين وتوجيههما لمركز التنمية الأسرية التابع لجمعية البر الخيرية للاستفادة من خدماته الإرشادية.
وقد عمل الفريق المعالج للطفلة على إبلاغ الجهات المعنية بذلك( الشرطة، إدارة الحماية بالمنطقة).












تاسعاً: التحليل والتفسير
تعد تجربة جمعية النهضة النسائية الخيرية في حملة( لنحميهم لا نؤذيهم) لمناهضة إيذاء الأطفال والتي أقيمت بشهر مايو 2008 من أنجح التجارب على الإطلاق لو نفذت بشكل واسع وفي جميع المناطق.
وقد استهدفت هذه الحملة 50 أسرة من الأسر المسجلة بجمعية النهضة والساكنة بحي منفوحة جنوب الرياض.
وتضمنت عدة برامج منها:
1. الزيارات المنزلية
2. برنامج الزيارات المدرسية
3. البرنامج الرياضي
4. مهرجان ملتقى الأسرة الاجتماعي
5. برنامج العيادات الاجتماعية
6. مهرجان خاص بالأطفال يشمل مسرحيات وأنشطة لتوعية الطفل وتدريبه بكيفية حماية نفسه من الاعتداء والتبليغ فيما لو تعرض للاعتداء.

وبرأيي يكمن نجاح الحملة في تضمنها لجميع البرامج التي تحتاجها الأسرة بكافة أفرادها، وكافة الخدمات الوقائية والعلاجية والتنموية .













عاشراً: الرؤية النقدية:
خلال البحث استفدت من الاطلاع على البرامج والمشاريع التي بدأت المملكة في إقامتها للحد من الإيذاء الموجه ضد الأطفال، وقد تناولت غالبية المراجع أنواع العنف، والعوامل المسببة، والآثار الناتجة عنه، لكن المراجع التي تتناول دور الخدمة الاجتماعية مع حالات إيذاء الأطفال كانت قليلة.
ولعل أفضل مرجع لي في هذا البحث كان دراسة الدكتورة منيرة آل سعود (إيذاء الأطفال، أسبابه، أنواعه، وخصائص المتعرضين له، التحدي الكبير لمهنة الخدمة الاجتماعية).
هذه الدراسة أرى أنها الدراسة الشاملة لدور الخدمة الاجتماعية مع هذه الحالات .
وكان أكبر معيق لي أثناء البحث هو قلة المراجع العربية قياساً بالمراجع الأجنبية التي تعد أكثر عمقاً في تناول الموضوع من زاوية الخدمة الاجتماعية.


















الخاتمة
خلال كتابتي لهذا البحث وجدت أن الأطفال المعرضين للعنف فئة تستحق أن نوليها اهتماماً من كافة الجوانب، وخاصة في المجتمع السعودي، ولتفعيل دور الخدمة الاجتماعية لابد من إجراء البحوث والدراسات المتعلقة بهذه الفئة.
كما ينبغي أن لا نتجاهل أن بعض الأسر مهيئة لأن تكون بيئة خصبة لإيقاع الإيذاء بالأطفال داخلها من خلال ما تناولناه في البحث من الأسباب والعوامل.
ويقع العبء الأكبر على كاهل الممارسين والأكاديمين في تخصص الخدمة الاجتماعية للتعامل مع فئة الأطفال المتعرضين للعنف وتطوير التشريعات والسياسات والأساليب العلاجية والوقائية.





















المراجع
آل سعود، منيرة عبد الرحمن
2000م إيذاء الأطفال أنواعه وأسبابه وخصائص المتعرضين له، الرياض: جامعة الملك سعود.

بطرس، حافظ بطرس
2008م التكيف والصحة النفسية للطفل. الأردن: دار المسيرة الطبعة الأولى.

الجبرين، جبرين علي
2006م العنف الأسري خلال مراحل الحياة. الرياض: مؤسسة الملك خالد الخيرية.

جودت، حزامة وآخرون
2001م وقفة مع الخدمة الاجتماعية. الأردن: دار الصفاء، الطبعة الأولى.

الخالدي،عطا الله فؤاد
2008م إرشاد المجموعات الخاصة. الأردن: دار الصفاء.

الدامغ، سامي
( غير معروف) مشروع نظام الحد من الإيذاء، مقال منشور على الانترنت.

جمعية النهضة النسائية
2008م سي دي خاص بحملة مناهضة إيذاء الأطفال(لنحميهم لا نؤذيهم).

الشهري، أحمد محمد
2006م الخصائص النفسية والاجتماعية والعضوية للأطفال المتعرضين للإيذاء، الرياض: جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية.

علي، وفاق صابر
(غير معروف) إساءة معاملة الأطفال في مدينة أم درمان. السودان: جامعة دنقلا.

مجيد، سوسن شاكر
2008م العنف والطفولة دراسات نفسية. الأردن: دار الصفاء.

www.unicef.org موقع منظمة اليونسيف

http://nfsp.org.sa/index.htm موقع برنامج الأمان الأسري

http://www.nshrsa.org/index.php?LID=1 موقع الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان
http://childhood.gov.sa/vb/index.php موقع اللجنة الوطنية للطفولة.