المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحرمان العاطفي يفسر تزايد ظاهرة هروب الفتيات والخيانة الزوجية


حرمان
09-10-2008, 11:10 PM
حمَّل الشيخ دباس الدباس الآباء والأمهات الجزء الأكبر من المسؤولية لانحراف الأبناء والفتيات، مؤكداً أن الحرمان العاطفي والتمييز بين الأبناء وأيضاً تشدد أولياء أمور الفتيات في شروط الزواج يفسر كثيراً من حالات هروب الفتيات وتزايد معدلات الجرائم النسائية.
واستدل الشيخ الدباس في محاضرته بمستهل فعاليات النشاط الثقافي بملتقى ربوة الرياض بكثير من الدراسات الأكاديمية الصادرة من جامعات سعودية وجهات أمنية التي تؤكد أن سوء معاملة الآباء والأمهات للفتيات، هي السبب الرئيسي لتزايد ظاهرة هروب الفتيات في السنوات القليلة الماضية، فضلاً عن الانحرافات السلوكية الناجمة عن إهمال الآباء والأمهات لأبنائهم ، ووجود حالة من الجفاء الأسري وأيضاً ضعف المتابعة لشؤون الأبناء والفتيات ومعرفة أصدقائهم وكيفية قضائهم لأوقاتهم.
وأشار الشيخ الدباس إلى أن الفتيات أكثر عرضة للضغوط النفسية من الأبناء وتعرضهم لهذا الضغط داخل نطاق الأسرة افتقادهم للدفء الأسري وحنان الأبوين، يدفع بالفتاة إلى البحث عن هذا الدفء وهذا الحنان خارج المنزل، مما يجعلها عرضة للسقوط في مزالق الانحراف والرذيلة وإقامة علاقات محرمة. وتطرق الشيخ الدباس في متن محاضرته إلى دراسة لأحد الداعيات الذي شارك فيها عدد من طالبات مدينة الرياض تأكد أن 32% من الطالبات يعشن في أسر لا تشجعهن على الالتزام الديني وأن أكثر من 75% من الآباء والأمهات لايقدمون النصح والإرشاد لأبنائهم.

واستمراراً لذلك استدل الشيخ الدباس بدراسة أجريت على النساء المحكوم عليهن بجرائم في سجون عدد من مناطق المملكة تأكد أن 60% من هؤلاء النساء تعرضن للقسوة من آبائهن وأمهاتهن وأشقائهن داخل الأسرة واجبرن على الطاعة في أمور غير مقبولة من الناحية الدينية.

وأضاف الشيخ الدباس أن التجارب والمشاهدات تشير بوضوح إلى أن سوء معاملة الوالدين للأبناء والبنات إلى القيام بأعمال انتقامية للتفريغ عن الكبت الأسري أو تعويض الحرمان العاطفي.

ولفت الشيخ الدباس الأنظار إلى مخاطر انشغال الزوج في العمل أو الاستراحة عن حقوق الزوجة والأبناء ومؤكداً أن الحرمان العاطفي بين الأزواج سبب في الخيانة الزوجية في كثير من الأحيان.

وفي السياق ذاته حذر الشيخ الدباس من التمييز بين الأبناء في المعاملة ولا سيما بين الذكور والإناث أو القسوة المبالغ بها في عقاب الأبناء والاستمرار في توجيههم عند ارتكابهم خطأً ما لما قد ينتج عن ذلك من جفاء العلاقة بين الوالدين والأبناء.

وتطرق الشيخ الدباس إلى مخاطر الفضائيات على العلاقة الأسرية ودفء العلاقة بين أفرادها مشيراً إلى أن بعض الدراسات المتخصصة في البحوث الاجتماعية تأكد أن 70% من حالات الطلاق سببها انبهار الأزواج بفتيات الفديو كليب والإعلانات والمواد الإباحية.. فضلاً عن مخاطر هذه القنوات على سلوك الشباب وإقدامهم على ارتكاب الكثير من الأعمال المحرمة.


المصدر جريدة الرياض:):)

حرمان..محاضره قيّمه اتمنى أن ينتبه لها الاباء والامهات

المستشار
09-11-2008, 01:23 AM
قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم
( تركت فيكم أمرين لَنْ تضلّوا مَا تمسّكتم بهما: كتاب الله وسنّة رسوله)


يا معشر النساء تصدقن وأكثرن الاستغفار فإني رأيتكن أكثر أهل النار فقالت امرأة منهن جزلة ومالنا يا رسول الله أكثر أهل النار قال تكثرن اللعن وتكفرن العشير وما رأيت من ناقصات عقل ودين أغلب لذي لب منكن قالت يا رسول الله وما نقصان عقلنا وديننا، قال أما نقصان العقل فشهادة امرأتين تعدل شهادة رجل فهذا نقصان العقل وتمكث الليالي ما تصلي وتفطر في رمضان فهذا نقصان الدين.
البخاري (298، 1393)، مسلم (80) من حديث أبي سعيد الخدري. وهو من حديث ابن عمر عند مسلم (79)، وابن ماجه (4003)، وأحمد (2 /66). ومن حديث أبي هريرة عند الترمذي (2613).

‏عن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏أنه قال ‏ ‏يا ‏ ‏معشر ‏ ‏النساء تصدقن وأكثرن ‏ ‏الاستغفار فإني رأيتكن أكثر أهل النار فقالت امرأة منهن ‏ ‏جزلة ‏ ‏وما لنا يا رسول الله أكثر أهل النار قال تكثرن اللعن ‏ ‏وتكفرن ‏ ‏العشير ‏ ‏وما رأيت من ناقصات عقل ودين أغلب لذي ‏ ‏لب ‏ ‏منكن قالت يا رسول الله وما نقصان العقل والدين قال أما نقصان العقل فشهادة امرأتين تعدل شهادة رجل فهذا نقصان العقل وتمكث الليالي ما تصلي وتفطر في رمضان فهذا نقصان الدين.
صحيح مسلم بشرح النووي
قوله صلى الله عليه وسلم : ( يا معشر النساء تصدقن وأكثرن الاستغفار فإني رأيتكن أكثر أهل النار , فقالت امرأة منهن جزلة : وما لنا يا رسول الله أكثر أهل النار ؟ قال : تكثرن اللعن وتكفرن العشير ما رأيت من ناقصات عقل ودين أغلب لذي لب منكن " قالت : يا رسول الله وما نقصان العقل والدين ؟ قال : " أما نقصان العقل فشهادة امرأتين تعدل شهادة رجل واحد ; فهذا نقصان العقل , وتمكث الليالي ما تصلي , وتفطر في رمضان , فهذا نقصان الدين ) قال أهل اللغة : ‏
‏المعشر ‏
‏هم الجماعة الذين أمرهم واحد أي مشتركون , وهو اسم يتناولهم كالإنس معشر والجن معشر , والأنبياء معشر , والنساء معشر , ونحو ذلك . وجمعه معاشر . ‏

‏وقوله صلى الله عليه وسلم : ( رأيتكن أكثر أهل النار ) ‏
‏وهو بنصب ( أكثر ) إما على أن هذه الرؤية تتعدى إلى مفعولين , وإما على الحال على مذهب ابن السراج وأبي علي الفارسي وغيرهما ممن قال : إن ( أفعل ) لا يتعرف بالإضافة . وقيل : هو بدل من الكاف في ( رأيتكن ) . ‏

‏وأما قولها : ( وما لنا أكثر أهل النار ؟ ) ‏
‏فمنصوب إما على الحكاية , وإما على الحال . ‏

‏وقوله ( جزلة ) ‏
‏بفتح الجيم وإسكان الزاي أي ذات عقل ورأي . قال ابن دريد : الجزالة العقل والوقار . ‏
‏وأما ‏
‏( العشير ) ‏
‏فبفتح العين وكسر الشين وهو في الأصل المعاشر مطلقا . والمراد هنا الزوج . وأما اللب فهو العقل . والمراد كمال العقل . ‏

‏وقوله صلى الله عليه وسلم : ( فهذا نقصان العقل ) ‏
‏أي علامة نقصانه . ‏

‏وقوله صلى الله عليه وسلم : ( وتمكث الليالي ما تصلي ) ‏
‏أي تمكث ليالي وأياما لا تصلي بسبب الحيض . وتفطر أياما من رمضان بسبب الحيض . والله أعلم . ‏
‏وأما أحكام الحديث ففيه جمل من العلوم منها الحث على الصدقة وأفعال البر والإكثار من الاستغفار وسائر الطاعات . وفيه أن الحسنات يذهبن السيئات كما قال الله عز وجل . وفيه أن كفران العشير والإحسان من الكبائر فإن التوعد بالنار من علامة كون المعصية كبيرة كما سنوضحه قريبا إن شاء الله تعالى . وفيه أن اللعن أيضا من المعاصي الشديدة القبح وليس فيه أنه كبيرة فإنه صلى الله عليه وسلم قال : " تكثرن اللعن " والصغيرة إذا أكثرت صارت كبيرة وقد قال صلى الله عليه وسلم : " لعن المؤمن كقتله " . ‏
‏واتفق العلماء على تحريم اللعن فإنه في اللغة الإبعاد والطرد , وفي الشرع الإبعاد من رحمة الله تعالى ; فلا يجوز أن يبعد من رحمة الله تعالى من لا يعرف حاله وخاتمة أمره معرفة قطعية . فلهذا قالوا : لا يجوز لعن أحد بعينه مسلما كان أو كافرا أو دابة إلا من علمنا بنص شرعي أنه مات على الكفر أو يموت عليه كأبي جهل , وإبليس . وأما اللعن بالوصف فليس بحرام كلعن الواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة وآكل الربا وموكله والمصورين والظالمين والفاسقين والكافرين ولعن من غير منار الأرض ومن تولى غير مواليه ومن انتسب إلى غير أبيه ومن أحدث في الإسلام حدثا أو آوى محدثا وغير ذلك مما جاءت به النصوص الشرعية بإطلاقه على الأوصاف لا على الأعيان . والله أعلم . ‏
‏وفيه إطلاق الكفر على غير الكفر بالله تعالى - ككفر العشير , والإحسان , والنعمة والحق . ويؤخذ من ذلك صحة تأويل الكفر في الأحاديث المتقدمة على ما تأولناها . وفيه بيان زيادة الإيمان ونقصانه . وفيه وعظ الإمام وأصحاب الولايات وكبراء الناس رعاياهم وتحذيرهم المخالفات , وتحريضهم على الطاعات . وفيه مراجعة المتعلم العالم , والتابع المتبوع فيما قاله إذا لم يظهر له معناه , كمراجعة هذه الجزلة رضي الله عنها . وفيه جواز إطلاق رمضان من غير إضافة إلى الشهر وإن كان الاختيار إضافته . والله أعلم . ‏
‏قال الإمام أبو عبد الله المازري رحمه الله : ‏
‏قوله صلى الله عليه وسلم : ( أما نقصان العقل فشهادة امرأتين تعدل شهادة رجل ) ‏
‏تنبيه منه صلى الله عليه وسلم على ما وراءه وهو ما نبه الله تعالى عليه في كتابه بقوله تعالى : { أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى } أي أنهن قليلات الضبط قال : وقد اختلف الناس في العقل ما هو ؟ فقيل : هو العلم , وقيل : بعض العلوم الضرورية , وقيل : قوة يميز بها بين حقائق المعلومات . هذا كلامه . ‏
‏قلت : والاختلاف في حقيقة العقل وأقسامه كثير معروف لا حاجة هنا إلى الإطالة به , واختلفوا في محله . فقال أصحابنا المتكلمون : هو في القلب , وقال بعض العلماء : هو في الرأس . والله أعلم . ‏
‏وأما وصفه صلى الله عليه وسلم النساء بنقصان الدين لتركهن الصلاة والصوم في زمن الحيض فقد يستشكل معناه وليس بمشكل , بل هو ظاهر فإن الدين والإيمان والإسلام مشتركة في معنى واحد كما قدمناه في مواضع , وقد قدمنا أيضا في مواضع أن الطاعات تسمى إيمانا ودينا , وإذا ثبت هذا علمنا أن من كثرت عبادته زاد إيمانه ودينه , ومن نقصت عبادته نقص دينه . ثم نقص الدين قد يكون على وجه يأثم به كمن ترك الصلاة أو الصوم أو غيرهما من العبادات الواجبة عليه بلا عذر , وقد يكون على وجه لا إثم فيه كمن ترك الجمعة أو الغزو أو غير ذلك مما لا يجب عليه بلا عذر , وقد يكون على وجه هو مكلف به كترك الحائض الصلاة والصوم . فإن قيل : فإن كانت معذورة فهل تثاب على الصلاة في زمن الحيض وإن كانت لا تقضيها كما يثاب المريض المسافر ويكتب له في مرضه وسفره مثل نوافل الصلوات التي كان يفعلها في صحته وحضره ؟ فالجواب أن ظاهر هذا الحديث أنها لا تثاب . والفرق أن المريض والمسافر كان يفعلها بنية الدوام عليها مع أهليته لها . والحائض ليست كذلك بل نيتها ترك الصلاة في زمن الحيض , بل يحرم عليها نية الصلاة في زمن الحيض . فنظيرها مسافر أو مريض كان يصلي النافلة في وقت ويترك في وقت غير ناو الدوام عليها فهذا لا يكتب له في سفره ومرضه في الزمن الذي لم يكن ينتفل فيه . والله أعلم .

محمد السلطان
09-11-2008, 03:19 AM
اخى كاتب الموضوع او بمعنى اصح ناقله لااانى لاااعرف حرمان

ذكر ام انثى ولكن ليس هذا المهم الان

برقفه دراسه اتمنى الاطلاع عليها والاستفاده منها وهى تتعلق بهذا الموضوع

للاسف حاولت رفعه من المنتدى ولم استطع

ورفعته على موقع اخر

وهذا هو الرابط

http://www.7ammil.com/download.php?id=96FR4JO90S

محمد السلطان
09-11-2008, 04:03 AM
الحرمان العاطفي في الأسرة السعودية وعلاقتها بجرائم الإناث
ورقة عمل مقدمة لندوة المجتمع والأمن المنعقدة بكلية الملك فهد الأمنية بالرياض من 21/2 حتى 24/2 من عام 1425هـ :
عقيد د . / محمد بن إبراهيم السيف
أستاذ مناهج البحث والدراسات الاجتماعية – كلية الملك فهد الأمنية
الطاولة المستديرة الثانية المؤسسات المجتمعية والأمنية : رؤي مستقبلية رئيـــس الجلســــــة
سعادة الدكتور/ عوض بنية الردادي
وكيل وزارة العمل والشئون الاجتماعية للشئون الاجتماعية
الورقة الرابعة


مقدمة في موضوع الدراسة وإطارها المنهجي

ذكر النظام الأساسي للحكم في المجتمع السعودي بصراحة ( في المادة الأولى ) على أن دين البلاد هو الدين الإسلامي والدستور هو كتاب الله سبحانه وتعالى . كما نصت المادة الثالثة والثلاثون من نظام الحكم : ] تحمي الدولة عقيدة الإسلام وتطبق شريعته وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتقوم بواجب الدعوة إلى الله [ والمتمعن في النظام الأساسي للحكم في المجتمع السعودي ( رقم 8/90 ت 27/8/1412هـ ) يلاحظ خصائص وسمات اجتماعيه دقيقة تجعلنا نقول : إن هذا النظام لا يعكس موقفاً ولا يعبر عن سياسة فقط ، وإنما يجسد منهجاً عاماً لأسلوب الحياة في المجتمع السعودي ، ومن الأمور التي ينبغي أن يدركها الباحث في علم الاجتماع أن الأنظمة السياسية عادة لا تصاغ باتجاه سياسي فقط ، بل تنمو وتظهر وتصاغ باتجاه مجموعة معقدة من العوامل الدينية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والجغرافية والثقافية والمحلية ، ونعزى فشل عدد كبير من الأنظمة السياسية في كثير من بلدان العالم المعاصر إلى استعارة نظام حكم أو جزء منه حظي بنجاح في دولة أخرى ويسعى لتطبيقه في مجتمعه ، وإنما يجب أن تصاغ مواد نظام الحكم لكل بلد وفقاً لواقع مجتمعة واحتياجاته .
ومن أهم الأبعاد الاجتماعية التي روعيت عند صياغة نظام الحكم في المجتمع السعودي قراره ( في المادة التاسعة : الباب الثالث ) الخاص بمقومات المجتمع السعودي على أن : ]الأسرة هي نواة المجتمع السعودي ويربى أفرادها على أساس العقيدة الإسلامية وما تقتضيه من الولاء والطاعة لله ولرسوله ولولي الأمر واحترام النظام وتنفيذه وحب الوطن والاعتزاز به وبتاريخه المجيد [ كما ورد في المادة العاشرة من النظام : ] تحرص الدولة على توثيق أوامر الأسرة والحفاظ على قيمها العربية والإسلامية ...... [ ( 1 )
وفي تلك المواد اعتراف النظام الأساسي للحكم بالأسرة وعدها نواة ووحدة رئيسة للمجتمع السعودي ، وهو يختلف عن كثير من الأنظمة السياسية المعاصرة (العربية والأجنبية ) التي تجعل من الفرد نواة للمجتمع ، وإن تقرير نظام الحكم السعودي الأسرة كنواة رئيسه للمجتمع السعودي دعم للحقوق والواجبات بين الأباء والأبناء وبين الأزواج ، وهو اعتراف رسمي وصريح لدعم الوصاية التي وهبها الله لرب الأسرة على أولاده وقوامته على زوجته وبناته ، وبذلك يرسخ نظام الحكم مبدأ مهماً وقوياً وهو مسؤولية القوامة وإنها تقع بالدرجة الأولى على عاتق ولي الأمر وهو يمثل الأسرة رسمياً ( الزوجة والأولاد ) أمام مؤسسات المجتمع ، وله حق التصرف في شؤون زوجته وأولاده تصرفاً في حدود قيم ومعايير الشريعة الإسلامية .
إن تغاضي نظام الحكم في المملكة عن ( الفرد) وعدم اعتباره الوحدة الرئيسة في المجتمع منع احتمال حدوث الفوضى والتمرد في المجتمع ، فالفرد ــ ذكر وأنثى ــ يجب عليه أن يخضع لحكم ولي أمره في الأسرة ولا يتصرف إلا بإذنه كما يحاسب ولي الأمر من قبل الجهات الرسمية إذا لم يضبط سلوك زوجته ويحسن تربية أولاده .
وإن من المهام الرئيسة للمخططين وصانعي القرار في المجتمع السعودي ، كيفيه وضع خطة تربوية وإصلاحية سليمة تدعم وظيفة الأسرة ليشعر أعضاءها بالأمن والاستقرار النفسي والاجتماعي والاقتصادي ، وبعبارة أخرى فإنه لن يتحقق الاستقرار في البناء الاجتماعي ولن يتحقق الانتماء والوطنية ويضطلع أفراد المجتمع ( ذكور وإناث ) بأدوارهم ومسؤولياتهم الاجتماعية على مستوى الأسرة أو على مستوى المجتمع ككل إلا بتخطيط اجتماعي متكامل وسليم يضمن دعم وظيفة الأسرة في إشباع احتياجات أعضائها ( أزواج وأولاد ) المعنوية والمادية .
وإن موضوع الدراسة متسع المجال وقد يقودنا إلى جوانب متعددة ومتشعبة ، ولكن يمكن تحديد المشكلة بالسؤال الآتي :
كيف يعيق المجتمع وظيفة الأسرة الاجتماعية بالرغم من أنها النواة الرئيسة في المجتمع ، وما هو رد فعل الإناث من الزوجات والبنات على تقصير الأسرة بوظيفتها الاجتماعية ؟
ويعد جانب الاستقرار العاطفي من أهم الجوانب الرئيسة في حياة الإنسان ذكور وإناث ، أزواج وأولاد ، فهو مؤشر قوي يكشف مستوى قيام الأسرة بمسؤولياتها المتعددة سوءا كانت اجتماعية أو اقتصادية أو تربوية .
والاستقرار العاطفي هو أمن نفسي واجتماعي ينعكس بشكل مباشر على أمن واستقرار المجتمع بشكل عام ، فقد ركزت ثقافة المجتمع السعودي الدينية والاجتماعية على ضرورة الإشباع العاطفي بطريقة مقبولة تحت ثقافية معينة يشرف عليها النسق العائلي ، وقررت ثقافة المجتمع وسيلة تنظيمية لتحقيق هذا الهدف وهو ( الزواج ) وبتحليل مواقف وسلوك الأفراد في المجتمع تجاه اتخاذ الزواج كوسيلة لتحقيق الأمان العاطفي، يتبين أن المجتمع يؤكد على ضرورة تحقيق الهدف ( شرعية الإشباع العاطفي ) دون تأكيد مماثل على الأسلوب المقبول وهو ( الزواج ) فأسلوب الزواج الذي يحقق هذا الهدف غير متاح لبعض فئات المجتمع وحيث فرضت ثقافة المجتمع قيوداً على إتيان الزواج بيسر وسهولة ، كالمغالاة في المهور أو شرط السكن المستقل عن العائلة ، أو المبالغة بالخصائص الجسمية والأخلاقية وبالمكانة الاجتماعية والعائلية والوظيفية.
وهذا يترتب عليه إعاقة لرغبة كل من الذكر والأنثى في الارتباط ، وبالتالي تأخير لعملية الاستقرار الاجتماعي ، فينتج من جراء ذلك عدة استجابات سلوكية مغتربة في المجتمع السعودي . تجد فئة من الناس تقبل أهداف الزواج والتي من أهمها الرغبة في الاستقرار العاطفي ، ولكنها تجد الفرصة غير متاحة أمامها بسبب معوقات الزواج المادية والثقافية التي فرضها المجتمع على أبنائه ، وفي هذه الحالة ترفض هذه الفئة الأسلوب المشروع ( وهو الزواج ) لتحقيق هدف الإشباع العاطفي ، ويبتدع الأفراد أساليب غير مشروعة لتحقيق هذا الهدف كالزنا والصداقة غير الشرعية بين الذكور والإناث واللواط .
وقد تجبر ثقافة المجتمع بعض الأفراد ( ذكور وإناث ) على الزواج ، ولكن تحقيق النجاح والهدف بدرجة منخفضة لا تمكنه من الوصول إلى الإشباع العاطفي المطلوب ، لكن في نفس الوقت يظل الفرد ملتزماً بطريقة شبه قهرية بهذا الأسلوب المشروع وهو ( الزواج ) لتحقيق هذا الهدف ، على الرغم من أنه لا يحقق له شيئاً يذكر، ويشيع هذا النمط عند بعض فئات المجتمع التي أجبرتهم ظروفهم الاقتصادية والاجتماعية وسماتهم الجسمية والخلقية على الزواج دون توفر الشروط المطلوبة في خصائص الزوج ، فينتج من ذلك حالة طقوسية وهي الالتزام بالزواج بطريقة قهرية دون أن يحقق له الزواج الإشباع العاطفي المطلوب ، لذلك قد يشيع عند هؤلاء الطقوسيين البرود العاطفي والجنسي أو الخيانة الزوجية .
وقد يلجأ بعض الأفراد ( ذكور وإناث ) إلى الإعراض عن الزواج بسبب ثقافة المجتمع التي لا تتيح له فرصة الحصول على الزواج كوسيلة لتحقيق الأمان العاطفي والجنسي المشروع ، فنجد بعض الذكور والإناث يعزفون عن الزواج بسبب المعوقات الاقتصادية والثقافية ، كغلاء المهور وصعوبة توفير السكن ، وصعوبة الاختيار ، ولا يكون أمامهم سوى الإعراض عن الزواج وتأجيله إلى أن تسنح الفرصة المناسبة .
وقد يلجأ بعض الأفراد ــ بسبب معوقات الزواج التي فرضتها ثقافة المجتمع ــ إلى رفض الوسيلة وهي ( الزواج ) وكذلك رفض الهدف من الزواج وهو الإشباع العاطفي والجنسي بطريقة شرعية واستبدالها بوسائل وأهداف تمردية . ( 2 )
وقد لاحظ الباحث في هذه الفترة المعاصرة ازدياد عدد الإناث ( الزوجات ــ البنات ) المحكوم عليهن بالسجن في المجتمع السعودي لارتكابهن أفعال جنائية محرمه ( أخلاقية ــ مخدرات ــ مسكرات ــ سرقه ــ قتل ) مما يبرهن على الخلل والقصور بوظيفة الأسرة التي تعد النواة الرئيسة في المجتمع ، فقد بلغ عدد النساء الموقوفات في مؤسسات رعاية الفتيات في عام 1421هـ فقط ( 938 ) امرأة وفي سجون النساء ( 193) امرأة . ( 3 ، 4 )
مع العلم أن الباحث عندما درس موضوع الاستقرار العاطفي والجرائم الجنسية قبل عشر سنوات عام ( 1414هـ ) أغفل من الدراسة الإناث وركز على الذكور لقلة عدد الإناث السعوديات المحكوم عليهن بالسجن في تلك الفترة السابقة ( 5 ) ، فما زال الباحث يذكر وجود امرأة سعودية واحدة محكوم عليها بالسجن في أحد الإصلاحيات الكبرى أثناء إجراء بتلك الدراسة فلم ينظر إليها باعتبار أنها لا تمثل مشكلة اجتماعية، بينما في هذه الدراسة المعاصرة كان عدد الإناث المسجونات وقت إجراء هذا البحث في سجون النساء ومؤسسات رعاية الفتيات بالمملكة ( 228 ) امرأة سعودية مما يتطلب البحث والتقصي والتفسير .

إن الهدف الرئيسي لهذه الدراسة هي كشف العوامل التي تحد من الاستقرار والإشباع العاطفي عند الإناث ( زوجات وبنات ) في الأسرة السعودية باعتبارها نواة المجتمع كما حددها نظام الحكم ، ومعرفة الآثار السلوكية المنحرفة التي يمكن تنتج من جراء الحرمان العاطفي عند الإناث ، فنأمل من الدراسة كشف العوامل المرتبطة بإجرام المرأة ، فبنت اليوم تكون غداً الزوجة والأم ، وهي مدرسة ينبغي إعدادها للحياة لأهميتها في بناء المجتمع والتربية الوطنية .

محمد السلطان
09-11-2008, 04:08 AM
إن الهدف الرئيسي لهذه الدراسة هي كشف العوامل التي تحد من الاستقرار والإشباع العاطفي عند الإناث ( زوجات وبنات ) في الأسرة السعودية باعتبارها نواة المجتمع كما حددها نظام الحكم ، ومعرفة الآثار السلوكية المنحرفة التي يمكن تنتج من جراء الحرمان العاطفي عند الإناث ، فنأمل من الدراسة كشف العوامل المرتبطة بإجرام المرأة ، فبنت اليوم تكون غداً الزوجة والأم ، وهي مدرسة ينبغي إعدادها للحياة لأهميتها في بناء المجتمع والتربية الوطنية .
الإطار المنهجي للدراسة
أولاً: الأهمية العلمية والتطبيقية للدراسة :
يبدوا من صياغة مشكلة البحث أن هذه الدراسة تتناول ظاهرة اجتماعية معقدة تتصل بالنظام السياسي ولا تنفصل عن الظروف الراهنة والواقع الاقتصادي ومطالب الوضع الحالي .
فالمجتمع يحتاج إلى قواعد موضوعية يكفل بقاء الأسرة كخلية أوليه لتفرض نفسها وتبقى أبداً قواعدها الفاضلة وتنجح فيما تهدف إليه .
إن البحث في جرائم المرأة ذات اعتبارات متعددة دينية واجتماعية وسياسية وتربوية يمكن أن يساهم بوضع استراتيجيات لتنمية وتخطيط وتطويره الأسرة بما يتلائم مع احتياجات أعضائها المعاصرة بتغيير ثقافة الأسرة سواء بتعديل الوضع التقليدي السائد أو تبديله بما هو أفضل .
أننا نأمل من هذه الدراسة توصيات تطبيقية موجهه للأباء والأمهات ، والراغبون في الزواج ، والمتزوجون فعلاً ، والمطلقون والمطلقات ، والمربين في وزارة التربية والتعليم والثقافة والإعلام ، والمرشدين الاجتماعيين ، وبما يحقق صالح المجتمع فبنت اليوم هي الزوجة وألام في المستقبل وهي مدرسة ينبغي إعدادها للحياة بتربية تدعم الثقة بالنفس والإيجابية والتعقل والتروي محاولة بناء وتأسيس مستقبل زواجي سعيد
ثانياً: مفاهيم الدراسة :
ينبغي من ناحية منهجية تحديد التعريف الإجرائي لمفهومين أساسيين هما :
أــ الحرمان العاطفي الأسري :
يحدث الحرمان العاطفي عادة كما كشفت الدراسات النفسية والاجتماعية في المناخ الأسري غير سليم عندما تسود العلاقات السيئة وتضطرب بسبب المشاحنات والمشاجرات المستمرة والمناقشات الحادة بين الوالدين والأولاد أو بين الأزواج بعضهما مع بعض ، نتيجة لعدم وجود انسجام وتوافق واحترام وتفاهم ، وقد يصل الأمر إلى الضرب والكلمات الفاحشة والبذيئة والشقاق والتوتر وعدم الاستقرار والاجتماعي والأمان النفسي وفقدان الحنان العاطفة . ( 6 )
ويمكن تحديد مفهوم الحرمان العاطفي الأسرى من ناحية إجرائية في هذا البحث ليقصد به : ] فقدان البنت مشاعر الحب والحنان في الأسرة وإعاقة زواج الإناث وحرمانهن من دفء العلاقات الزوجية ، وكذلك فقدان الزوجة المودة والرحمة والعلاقات الحميمة مع الزوج [ .
ب ــ جرائم الإناث : الجريمة شرعاً ( كما ذكر المارودي : 361 ) : ] محضورات شرعية زجر الله عنها بحد أو تعزير [ .
وجرائم الإناث المقصودة بالبحث هي الأفعال الجنائية التي ارتكبتها المرأة السعودية سواء أكانت بنت ، أم ، زوجة ، حكم عليها بالسجن ، وتشمل الأفعال الجنسية المحرمة والسكر والمخدرات والاعتداء على الأموال والضرب والقتل .
ثالثاً :أهداف الدراسة :
تحاول هذه الدراسة تحقيق الأهداف الآتية :
1ـ الكشف عن علاقة ثقافة المجتمع بالحرمان العاطفي الأسري عند الزوجات ودفعهن نحو ممارسة الجريمة والانحراف بحثاً عن مشاعر الحب والحنان .
2ـ الكشف عن علاقة ثقافة المجتمع بالحرمان العاطفي الأسري عند الزوجات ودفعهن نحو ارتكاب الجريمة والانحراف كرد فعل وانتقام وتشفي وكراهية للزوج.
3ـ الكشف عن العوامل الثقافية المرتبطة بطلاق الإناث في المجتمع وحرمانهن عاطفياً وعلاقة ذلك بارتكابهن السلوك الإجرامي .
4ـ الكشف عن العوامل المؤثرة على الحرمان العاطفي عند بنات الأسر ( غير المتزوجات ) .
رابعاً : تساؤلات الدراسة :
تحاول هذه الدراسة الإجابة عن التساؤلات الآتية :
1ــ ما أهم العوامل الثقافية المؤثرة على حرمان الزوجة عاطفياً ودفعها إلى ممارسة الانحراف بحثاً عن مشاعر الحب والحنان خاصة مما يتعلق بالاختيار للزواج أو تحديد سن الزواج ؟ وما علاقة ذلك بنمط الجريمة المرتكبة ؟ .
2ــ ما أهم العوامل الثقافية المؤثرة على حرمان الزوجة عاطفياً ودفعها إلى ممارسة الانحراف انتقام وكراهية خاصة ما يتعلق بأسلوب معاملة الزوج ، وما علاقة ذلك بنمط الجريمة المرتكبة ؟ .
3ــ ما أهم العوامل الثقافية المرتبطة بطلاق المرأة في المجتمع السعودي سواء من جانب المرأة أو الرجل ، وما علاقة ذلك بنمط الجريمة المرتكبة ؟ .
4ــ ما أهم العوامل المؤثرة في الحرمان العاطفي عند بنات الأسر السعودية ]
غير المتزوجات [، خاصة ما يتعلق بأسلوب المعاملة الوالديه لهن ومعوقات زواجهن ؟ وما علاقة ذلك بنمط انحرافهن ؟ .
خامساً : مجتمع ومنهج الدراسة :
وحدة الدراسة في البحث المرأة المحكوم عليها بالسجن لارتكابها جريمة جنسية أو مخدرات أو مسكرات أو جرائم واعتداء وأموال وعددهن ( 228 ) امرأة محكوم عليها بالسجن في مؤسسات رعاية الفتيات وسجون النساء بالمملكة ، وكان توزيعهن على النحو الآتي :
الــــــمـــــكــــان

العدد

مؤسسة رعاية الفتيات بمكة المكرمة

59

مؤسسة رعاية الفتيات في الرياض

54
مؤسسة رعاية الفتيات بالأحساء

22
سجن النساء بالرياض

49
سجن النساء في جدة

22
سجن النساء في الدمام والاحساء

22

محمد السلطان
09-11-2008, 04:09 AM
ويبدوا من وصف مجتمع البحث أن هناك مسح شامل لجميع النساء مرتكبات الجريمة واللاتي يقل أعمارهن عن ثلاثون سنة والمحكوم عليهن داخل جميع مؤسسات رعاية الفتيات بالمملكة ، بينما تم اختيار أكبر سجون النساء بالمملكة وعددهن أربعة والموجودة في المدن الكبرى ( الرياض ــ جدة ــ الدمام ــ الاحساء ) والتي يرحل إليها النساء الموقوفات في سجون المدن السعودية الأخرى ، كما تحوي السجون المحددة بالبحث أعداد كبيرة من السعوديات ، وسوف يتبع الباحث المسح الشامل لجميع وحدات الدراسة الموجودة في سجون النساء الرئيسة بالمملكة والمحددة بالبحث .
سادساً : أداة الدراسة :
ركزت الدراسة عند جمع البيانات الميدانية على أداة الإستبانة وكانت تحوي خمسة محاور رئيسة وهي :
1ــ متغيرات البحث .
2ــ متغيرات الحرمان العاطفي عند البنات ( غير المتزوجات ) .
3ــ متغيرات الحرمان العاطفي عند المتزوجات والمطلقات .
4ــ معوقات الزواج .
5ــ الزواج بإكراه أو عمر الزوجة والزوج عند الزواج .
وقد خضعت الإستبانه للتحكيم ومرت بمراحل التجريب والتعديل والإضافة بما يحقق أهداف البحث .
سابعاً : المجال الزمني للدراسة :
أجريت الدراسة الميدانية وتم جمع البيانات من مجتمع البحث في الفترة من
( 22/7/1422هـ ، حتى 8/8/1422هـ ) .
ثامناً : متغيرات الدراسة :
ركزت الدراسة عند تحليل البيانات الميدانية على متغيرين أساسيين هـــمـــا :
1ــ مستوى شعور المرأة بالحرمان العاطفي ( سواء أكانت زوجة ـ أو بنت ) .
2ـ نمط الجريمة المرتكبة .
تاسعاً : الأساليب الإحصائية المستخدمة بالبحث :
استخدمت الدراسة لتحقيق أهداف البحث والإجابة عن تساؤلاتها بأسلوب علمي مقنع . الأساليب الإحصائية الآتية :
1ــ معدل النسبة المئوية لتحقيق مزيد من الإيضاح والإفصاح عن الظواهر المتعلقة بمشكلة الدراسة .
2ــ اختبار التمايز ( Discrimint ) لتحديد أهم العوامل المؤثرة بالحرمان العاطفي عند المرأة السعودية .
3ــ اختبار ( كا2 ) لتحديد مستوى العلاقة بين المتغيرات المستقلة والتابعة .
4ــ اختبار الارتباط ( جاما ) لتحديد قوة الارتباط بين المتغيرات الترتيبية .
5ــ اختبار الارتباط ( كرامير ) لتحديد قوة الارتباط بين المتغيرات الاسمية .

الإطار النظري للدراسة

تنطلق مشكلة الدراسة من افتراضات نظرية الأنومي ، وقد قدم ميرتون هذه النظرية من خلال مجموعة من كتاباته حول البناء الاجتماعي و الأنومي والانحراف ، وإن الافتراض الأساسي لهذه النظرية هو اكتشاف الكيفية التي تمارس فيها الأبنية الاجتماعية ضغوطاً محددة على أشخاص معينين في المجتمع تدفعهم لارتكاب سلوكيات منحرفة . فإذا استطعنا أن نحدد الجماعات المتعرضة لهذه الضغوط فإن من المتوقع أن نجد فيها معدلات مرتفعة من السلوك المنحرف ، لا لأن هذه الجماعات يتميز أفرادها بنزعات بيولوجية تدفعهم إلى ارتكاب السلوك المنحرف ، ولكن هذه الجماعات من منطلق الطبيعة الاجتماعية تستجيب للوضع الاجتماعي الذي تجد نفسها فيه .
هذا وينظر ميرتون إلى الأنومي كنتيجة للتناقضات ما بين الأهداف التي يحدده البناء الثقافي للمجتمع وبين ما يقره المجتمع من أساليب للوصول إلى بتلك الأهداف ، فينظر ميرتون إلى البناء الثقافي على أنه مجموعة من القيم المعيارية التي تضبط السلوك المتعارف عليه من قبل جميع أفراد المجتمع ، كما ينظر إلى البناء الاجتماعي على أنه مجموعة من العلاقات الاجتماعية المنتظمة التي تربط أفراد المجتمع ببعض ، وعليه فإنه يمكن النظر إلى الأنومي على أنه تحطم أو تفكك البناء الثقافي للمجتمع الذي يحدث عندما يكون هناك على وجه الخصوص تميز حاد بين الأهداف والقيم الاجتماعية ، وبين قدرات أفراد المجتمع لمراعاة هذه القيم والأهداف ، ومن هذه الزاوية يمكن النظر إلى أن الأهداف الثقافية نفسها ربما تساعد على إنتاج السلوك المتعارض مع ما تقره القيم الاجتماعية نفسها .
وقد حدد ميرتون عنصرين هامين لفهم ظاهرة الجريمة والانحراف في المجتمع ، ويتمثلان في عنصر الأهداف المحددة ثقافياً والتي يسعى كل فرد في المجتمع إلى الوصول إليها ، وعنصر الوسائل المحددة اجتماعياً لتحقيق تلك الأهداف المشروعة فبقدر ما يكون هنالك توازن بين العنصرين تنعدم أو تقل معدلات الانحراف في المجتمع ، وبقدر ما يتخلخل ذلك التوازن بقدر ما تنتشر السلوكيات المنحرفة بين أفراد المجتمع . هذا وتظهر حالة التوازن بين الأهداف المشروعة ثقافياً والوسائل المحددة اجتماعياً لتحقيق بتلك الأهداف عندما ينشأ الأفراد اجتماعياً على الرغبة في تحقيق الأهداف المشروعة بواسطة الوسائل التي يرضى عنها المجتمع ، وعندما تكون هذه الوسائل في متناول الجميع ، ولكن عندما ينشأ الأفراد على تحقيق الأهداف المشروعة في حين أن الوسائل المشروعة لتحقيق هذه الأهداف غير متاحة لهم ، أو عندما ينشأون على تقدير الوسائل وليس الأهداف أو عندما لا يعترفون بشرعية الأهداف والوسائل معاً فإنه عندئذ يحدث عملية اضطراب أو تخلخل بين الأهداف والوسائل . وهذا الوضع ( عدم التوازن ) هو ما سماه ميرتون بالأنومي الاجتماعي .
إن الافتراض الرئيسي الذي تقوم عليه نظرية ميرتون يتمثل في أنه لا يخلو أي مجتمع إنساني من وجود اختلاف بين الأهداف التي ينص عليها المجتمع وبين الوسائل المشروعة لتحقيق تلك الأهداف .
وقد قدم العالم ( روبرت ميرتون ) في نظرية ( الأنومي ـــ الاغتراب ) تصنيفاً لأنماط استجابات الأفراد أو تكيفهم لذلك التفاوت أو الانفصام بين الأهداف المرغوبة والمحددة ثقافياً ( أي النجاح ) وبين الأساليب المتاحة لتحقيق هذه الأهداف ، وقرر أن هناك خمسة أنماط لتكيف الأفراد في المجتمع ، أول هذه الأنماط وظيفي
( امتثالي ) يساعد على بقاء النسق الاجتماعي والأربعة الآخرون ضارون وظيفياً تهدد بقاء النسق الاجتماعي ( 7 ) ، وهي:
أولاً : نمط الامتثال :
ويحدث هذا النمط من التكيف حين يتقبل الأفراد في المجتمع الأهداف الثقافية ويمتثلون لها ، وفي نفس الوقت يتقبلون الأساليب التي يحددها النظام الاجتماعي بوصفها أساليب مشروعة لتحقيق هذه الأهداف .
ثانياً : نمط الابتداع :
ويعني أن هناك في المجتمع من يتقبل الأهداف التي تؤكد عليها ثقافة المجتمع ، ولكنه يجد أن فرصة تحقيق هذه الأهداف مؤصده أمامه ؛ لأن توزيع هذه الفرص غير متكافئة ، وفي هذه الحالة يرفض الأساليب المشروعة لتحقيق الهدف ( وهو النجاح ) ، ويبتدع وسائل غير مشروعة .
ثالثاً : نمط الطقوسية :
يتمثل هذا النمط من التكيف في التخلي عن الأهداف الثقافية للنجاح الفردي وتحقيق الثروة وصعود السلم الاجتماعي ، وفي نفس الوقت يظل الفرد ملتزماً بطريقة شبه قهرية بالأساليب المشروعة لتحقيق الأهداف على الرغم من أنها لا تحقق له شيئاً يذكر .
رابعاً : الإنسحابية :
الفرد الذي يلجأ إلى هذا النمط الإنسحابي يعيش في المجتمع ، ولكنه لا يكون جزءاً منه ، بمعنى أنه لا يشارك في الاتفاق الجماعي على القيم المجتمعية ، والانسحابي يتخلى عن كل الأهداف والأساليب التي يحددها النسق ، وهذا النوع من الأفراد لا يقبلون الأساليب الإبداعية ( أي غير المشروعة ) لتحقيق الأهداف ، وفي نفس الوقت لا تتاح لهم فرصة استخدام الأساليب المشروعة لتحقيقها ، ولا يكون أمامهم سوى أن ينسحبوا من المجتمع إلى عالمهم الخاص .
خامساً : نمط التمرد :
إذا كان النمط السابق ( الانسحاب ) يتسم برفض الأهداف والأساليب رفضاً سلبياً والهروب من المجتمع ، فإن هذا النمط يتسم بالرفض الإيجابي والسعي إلى استبدال البناء الاجتماعي القائم ببناء آخر يضم معايير ثقافية مختلفة للنجاح وفرصاً أخرى لتحقيقه .
ويمكننا أن نستدل على واقعية هذه الافتراضات النظرية السابقة وعلاقتها بالبناء الثقافي من مجموعة تفسير للأفعال الاجتماعية التي تحدث في النسق الأسري داخل البناء الاجتماعي للمجتمع السعودي ، فالفهم التفسيري هو الخطوة الرئيسة نحو التوصل إلى علاقات سببية بين الأشياء .
وبفحص مواقف الأفراد في المجتمع السعودي من بعض الأهداف والوسائل التي حددتها ثقافة المجتمع ، يمكن أن نجد أن هناك أنماطاً من التكيف المغترب في النسق الاجتماعي ، وسوف نبرز هذا الجانب في بناء وثقافة المجتمع للتعرف على أنماط التوافق مع المواقف ، ومظاهر السلوك المغترب ، بالنسبة للاستجابات المنحرفة المتعلقة وبالابتداع والانسحاب والطقوسية والتمرد داخل النسق الأسري في المجتمع السعودي من خلال الدراسة الميدانية لمجتمع البحث .
الحرمان العاطفي وارتكاب المرأة الجريمة

ـــ الدراسة الميدانية ـــ

محمد السلطان
09-11-2008, 04:21 AM
يااخوان اتعبنى المنتدى بالتقيد بالحروف

ارفق لك رابط البحث

حاولت تحميله من موقع ولا صلح

وفى المنتدى ماصلح

حاولت اتقله هنا

وايضا ماصلح

http://www.minshawi.com/other/index.htm

وهو موقع جميل فيه كثير من الدراسات والابحاث العلميه وبالذات فى المجال

الاجتماعى